ريف السويداء: خدمات من العصر الحجري وضابط يعتدي على السكان

بعد مرور ثلاث سنوات على عودتهم إلى قراهم وبيوتهم، يعاني سكان قرية القصر والقرى المجاورة لها أقصى شمال شرق السويداء، من تردي الواقع الخدمي، وعدم توفر أبسط متطلبات الحياة، مما أدى لهجرة عكسية لعشرات العائلات.

في عام 2019، سمحت الحكومة السورية بعودة جزئية مشروطة، للمهجرين من قرى القصر والساقية والأصفر والقرى المجاورة، بضمانة الجانب الروسي، الذي تعهد بإصلاح الخدمات في المنطقة، عبر الحكومة السورية، وأعادة الأعمار. فقد كانت قرى المنطقة شبه مدمرة والخدمات فيها معدومة من مياه وكهرباء وتعليم، بسبب وقوعها مسرحاً للعمليات العسكرية قبل 2018.

معاملة سيئة من بعض الضباط

تنتشر في المنطقة نقاط تثبيت وحواجز، للفرقة 15 في الجيش السوري، منذ عام 2017، وتتخذ من بعض البيوت والمدارس مراكزاً لها. العلاقة جيدة بين السكان ومعظم العناصر كما يؤكد الأهالي، لكن شكاوي عديدة وردت، على الرائد سومر في القصر، وضابط برتبة ملازم في الساقية، بسبب تكرر الإساءة والمعاملة غير الإنسانية منهم بحق السكان.

قبل أيام، اعتدى الرائد سومر بالضرب على أحد المواطنين بأداة حادة، وأصابه بجروح في يده، عند بئر المياه، وأطلق الملازم الذي كان برفقته النار مهدداً بقتل المواطن، رغم أن الخلاف كان بسيطاً على دور المياه. وقد طالب العديد من الأهالي، قائد الفرقة 15، بنقل المذكورين من المنطقة، وضمان عدم تكرر الإعتداء على المدنيين.

خدمات من العصر الحجري

أصلحت ورش مؤسسة المياه بئراً في القصر، وأخراً في منطقة الكعل بالبادية. وفي حين لا تزال شبكة المياه معطلة، إذ يضطر السكان للتوجه إلى البئر، منذ ثلاثة سنوات، للحصول على المياه عبر صهاريج خاصة، وتتجاهل الجهات المعنية المطالب المتكررة للسكان، بإصلاح شبكة المياه.

ولا تزال آبار، مسيلم، العورة، وشامان، والنمور، والأصفر، معطلة حتى اليوم، رعم مناشدات السكان المتكررة للجهات المسؤولة في المحافظة بإصلاحها، أو إصلاح بعضها على الأقل، سيما وأن السكان يعتمدون على رعاية المواشي، وهناك حاجة ماسة للمياه.

كذلك تعد مشكلة الكهرباء تحدياً هاماً للسكان، الذين اضطروا لإصلاح خطوط الكهرباء، الواصلة إلى منازلهم على حسابهم الخاص، في حين أنجزت ورش شركة الكهرباء إصلاحات عديدة على الشبكة، ورغم ذلك لا تزال شبكة الكهرباء في أسوء أحوالها. كما لا تتوفر في المنطقة نقاط طبية، أو أفران خبز، والمدارس شبه مدمرة. في مدرسة القصر يضطر الطلاب من مراحل عمرية مختلفة، للتجمع في صف واحد.

وكان محافظ السويداء نمير مخلوف، قد زار قرية الأصفر في أواخر آذار الماضي، وقدم إعانة فورية لبلدية الأصفر قدرها 26 مليون ليرة، وقال أنه تم رصد ميزانية تتراوح بين 600 مليون ومليار ليرة للمشاريع الخدمية في المنطقة وتثبيت السكان في مناطقهم. لكن مصادر السويداء 24 أكدت أن هذه الميزانية عبارة حبر على ورق لا أكثر، ومنذ عاملين يجري الحديث عنها، ولا توضع بالموازنة السنوية.