السويداء: اتصالات من دمشق.. ووعود بتجميد صلاحيات الشعبة

أكدت مصادر خاصة للسويداء 24، أن اتصالات من أعلى المستويات في دمشق، تجري مع الزعامات الاجتماعية والدينية في السويداء، خلال الأيام الماضية، في محاولة لتجاوز المرحلة الراهنة.

ويبدو وراء الاتصالات، رسائل أن سلطة شعبة المخابرات العسكرية، على محافظة السويداء، باتت من الماضي، بعد الضربات التي تلقتها العصابات المسلحة المرتبطة عضوياً بها، والفضائح المدويّة التي تكشفت مع الأحداث. وقد تم تعيين مسؤول جديد، في فرع الأمن العسكري بالسويداء، بعد تغيير عدد من الضباط، على خلفية الأحداث الأخيرة.

العميد أحمد فياض، تولّى مسؤولية قسم المعلومات، في الفرع 265، للتابع لجهاز المخابرات العسكرية بالسويداء، وبات بحكم المسؤول عن  ملف السويداء، إلى حين تعيين مسؤول جديد. وتشير مصادرنا، إلى أن الجهاز المذكور تم تجميد صلاحيته في المحافظة الجنوبية، بعد الأحداث الأخيرة، التي كشفت تورطه، في دعم عصابات إجرامية.

ومن خلال البحث المتقدم، لم يظهر سجل رجعي للعميد أحمد فياض على الانترنت. مصادر خاصة قالت للسويداء 24، إنه كان ضابط مراسم في الحرس الجمهوري، قبل أن يتم ندبه إلى شعبة المخابرات العسكرية. واستهل العميد الجديد مهامه في السويداء، بزيارات إلى بعض الوجهاء ورجال الدين، قال خلالها إن الشعبة تسعى “لإصلاح الأخطاء”.

ولا تبدو مسألة إصلاح الأخطاء جديّة، رغم الوعود بتشكيل لجنة تحقيق، في الأحداث الأخيرة، والإجراء السريع الذي تم اتخاذه، بتغيير مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات العسكرية بالسويداء، هما العميد أيمن محمد، والعميد أحمد دالاتي، وذلك عقب أيام قليلة من أحداث السويداء، أواخر تموز الفائت.

في حين تؤكد مصادر السويداء 24، أن العميد أيمن محمد، الذي كان المسؤول عن فرع السويداء، تم تعيينه مسؤولاً عن الفرع 216، في دمشق، المعروف بفرع الدوريات، ولو كان تحت المساءلة كما تُشيع شعبة المخابرات العسكرية، لما تمّ تعيينه مسؤولاً عن فرع أخر.

ويعتبر الفرع 265، في جهاز المخابرات العسكرية، مسؤولاً عن محافظتي درعا والسويداء، وهو فرع أقليمي، تتداخل مهامه. قبل عام 2018، كان رئيس الفرع، هو العميد وفيق ناصر، يدير الملف الأمني في المحافظتين، وبعد تغييره، تم تعيين العميد لؤي العلي، رئيساً للفرع 265، ليتولّى ملف محافظة درعا، وتم تعيين العميد أيمن محمد مسؤولاً في نفس الفرع، وتولّى ملف السويداء.

ومنذ عام 2018، أصبحت شعبة المخابرات العسكرية في سوريا، التي يترأسها اللواء كفاح الملحم، السلطة الأقوى، في محافظة السويداء. واتبع الملحم سياسة الاحتواء للجماعات المحلية المسلحة، وربطته علاقات شخصية مع متزعميها، مثل راجي فلحوط، محاولاً من خلال تلك الجماعات، فرض قبضة أمنية على المحافظة، فأطلق يد الجماعات المسلحة في الانتهاكات والنشاطات الإجرامية.

بعد التطورات الأخيرة، انتهى أمر تلك الجماعات الأمنية، بانتفاضة مسلحة مفاجئة، ربما لم تكن في حسابات الملحم، والمخابرات العسكرية. ومن الواضح، أن دمشق تبحث عن حلفاء جدد في السويداء، لتبني علاقات معهم، خارج إطار شعبة المخابرات العسكرية، مع إبداء استعداد للتجاوب مع مطالب وجهاء المحافظة، وقادة المجتمع المحلي.