أثنت الصفحة الرسمية لمحافظة السويداء، على المواطن خالد جاد الله الأحمد، الخبير في الكهرباء، لتطوعه في إصلاح أعطال شبكة الكهرباء في ناحية الثعلة غربي السويداء “دون أي مقابل”.
وقالت المحافظة إن السيد خالد الملقب ابو عامر أصلح عطلاً في الشبكة المغذية للمجلس البلدي قبل أيام، مشيرة إلى أنه يستحق كل الاحترام والتقدير. ووضعت المحافظة بين معترضتين عبارة: أن تضىء شمعة خير من أن تلعن الظلام.
وبالفعل، يستحق السيد أبو عامر الثناء والتقدير، ويستحقه كل سوري يعيش في هذه البلاد التي تكتفي حكومتها بجباية الضرائب، ونهب ما تبقى في جيوب السكان، بل وباتت تعتمد على تبرعات منهم لتوفير الخدمات، وتكتفي بشكرهم، وتطلب منهم أن لا يلعنوا الظلام.
الظلام الدامس الذي تغرق فيه البلاد، ويلعنه السكان في كل الأوقات، مرتبط في وجدانهم بالحكومة، والسلطة. حتى السُلطة نفسها تدرك ذلك، وتدعو الناس أن لا يلعونها، ولا يلعنوا الظلام، والجوع، والفقر، والبرد الذي بات يجبر الأهالي على إشعال ثيابها للتدفئة عليها.
ربما كاتب العبارة، موظف في المكتب الصحفي للمحافظة، كتبها كاجتهاد شخصي، رغبة منه في تحفيز الناس على الأعمال التطوعية، ولا شكّ أنه يعاني مثل أي مواطن سوري. لكن ياعزيزي الكاتب، الناس لم تعد تكتفي بلعن الظلام، بل وصل غضبها واستياؤها من الفشل الحكومي إلى حدّ إحراق مبنى المحافظة الذي كُتبت فيه العبارة.
ولا يختلف اثنان على أن ما حصل في مبنى المحافظة فعل غير مقبول، ولكنه مؤشر على أن الناس تجاوزت مرحلة لعن الظلام بأشواط، وعلى أن استمرار سياسات النهب والفشل في إدارة شؤون البلاد، لن يترك خيارات أمام الفقراء، والمحرومين من حقوقهم، إلّا اللجوء إلى الشارع، وحرق الظلام، ومن أغرقهم فيه.
وأخيراً، تحية وتقدير للسيد خالد الأحمد، ولكل عامل وموظف لا زال يكافح براتب زهيد لخدمة الناس، وكل اللعنة على الظلام، وعلى من أغرق بلادنا فيه.