وقفة السويداء تنشد الخلاص للسوريين.. حتى للبعثيين


“نرفض بيع النفط مقابل الوطن”، “لا لحكم العائلة”، “نعم للدولة الوطنية نعم لدولة المؤسسات”، “المدارس خارج الخدمة الشوارع بانتظار أطفالنا”، كانت هذه العبارات، جانباً من اللافتات التي حملها المحتجون في مدينة السويداء، في اعتصامهم وسط المدينة.

استمرار هذه الوقفات الحضارية، للأسبوع الثامن على التوالي، رغم الظروف القاسية، يشير بشكل واضح إلى نضال مستمر يهدف للخلاص من الاستبداد، والوصول إلى دولة المواطنة المنشودة. يشير إلى أمل يحييه المعتصمون في ساحة الكرامة، في نفوس كل السوريين، داخل البلاد وخارجها.

وطالب المحتجون أيضاً في إطلاق سراح جميع المعتقلين من أقبية الأجهزة الأمنية، وخصّوا بالذكر المعتقل فراس المحيثاوي، الذي اعتقلته تلك الأجهزة بتهمة ملفقة قبل ثلاثة أيام، في مطار دمشق الدولي، أثناء محاولته السفر للبحث عن فرصة عيش له ولأسرته.

وتبدو المشاركة النسائية ملفتة في حراك السويداء، فالاعتصام مفتوح أمام كل الراغبين برفع صوتهم عالياً.  أيضاً يجتمع بعض الفقراء إلى جانب المحتجين، للتعبير عن استياءهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الدولة بسياسات نهب الجيوب، وعدم التزامها بأدنى مسؤولياتها، كتوفير المياه مثلاً.

على الجانب المقابل، يحشد البعثيون أنصارهم، مع بعض أعضاء المليشيات، للتشويش على الوقفة الاحتجاجية. وقد افتعلوا اليوم أزمة مرور أمام الاعتصام، وحاولوا استفزاز المعتصمين. لكن الطرف الأخير يثبت يوماً بعد يوم، أن الحلم بالتغيير، وتحسين أوضاع البلاد الغارقة بأزماتها، والدعوة لتحسين ظروف معيشة كل السوريين، حتى اولئك الذين يحاولون استفزازهم.