السويداء تتفاعل مع الكارثة: من استقبال الوافدين لإرسال المساعدات

مع تزايد أعداد الوافدين من المناطق المتضررة بالزلزال إلى السويداء، توصل مجموعة من المتطوعين الليل بالنهار، لتقييم احتياجاتهم وتقديم المساعدة لهم، لتأمين ظروف مناسبة لإقامتهم، في ظل تقصير الجهات الرسمية.


حوالي 20 عائلة غالبيتهم من محافظة حلب، إضافة إلى عائلتين من اللاذقية وإدلب، توزعوا في مناطق متفرقة من السويداء، إما عند أقارب لهم يعيشون في المحافظة منذ سنوات، أو يحلّون ضيوفاً عند معارفهم من أهالي السويداء. هؤلاء الوافدون، خسروا منازلهم بفعل الزلزال، وبعضهم فقد أقارب وأفراد من عائلته.


الاستجابة الطارئة، أول إجراء يتخذه المتطوعون، إذ يتوجهون إلى القرى والمناطق التي يصلها الوافدون. تقول إحدى المتطوعات التي تفضل عدم ذكر اسمها: “نحن مجموعة شباب نعمل بهدف تنسيق الجهود للإستجابة لمتضرري الزلازل الوافدين لمدينة السويداء وتأمينهم، واستطعنا الوصول لعدد كبير من العائلات وتسجيل إحتياجاتهم وتنظيمها، وذلك عن طريق استمارة الكترونية تمكننا من الوصول لجميع العائلات”.


لا يتأخر المتطوعون عند تبليغهم بوصول عائلة جديدة، مهما كان مكانها بعيداً، يوم الأمس وصلوا إلى قرية قراصة أقصى ريف السويداء الغربي، والتقوا مع عائلة جديدة وصلت إلى القرية. “قيّمنا الاحتياجات بشكل كامل من سكن وثياب وفرش ومواد غذائية ومنظفات أودوية. نسجل كل ما يلزم للعائلة حتى وسائل التدفئة، ونعمل على تأمينها على نفقتنا الشخصية، وعن طريق جهات متبرعة تتواصل معنا”.


ونوّهت المتطوعة إلى وجود تقصير من الجهات الرسمية المعنية بالإستجابة او الإغاثة… “لا يصلون لقسم كبير من العائلات، لذلك نعمل على أن نكون صلة وصل بين الجهات المتبرعة والجهات المستجيبة، حرصاً على التنظيم والإستفادة القصوى للعائلات المتضررة”.


ويراعي المتطوعون الظروف الصحية والنفسية للوافدين، من خلال التعاون مع بعض الأطباء، وإجراء تقييم نفسي، وتأمين الأدوية اللازمة. مؤكدين وجود حالة تعاطف عامة من المجتمع المحلي في السويداء مع المتضررين، واستعداد جهات كثيرة لتقديم العون والمساعدة لهم.


كذلك تواصل الفعاليات الأهلية جمع التبرعات وإرسالها إلى المحافظات المتضررة شمال سوريا، منها ما يجري بالتنسيق مع الجهات الحكومية، وبعضها بجهود محلية، كمبادرة “إيدي بإيدك”، التي أرسلت دفعتين من الملابس والأدوية والاحتياجات الضرورية، إلى بعض المناطق المتضررة، وغيرها الكثير من المبادرات القيّمة.


التضامن بات سمة عامة مع الكارثة التي حلّت بالبلاد، فكل فرد يسعى لتقديم المساعدة من مكانه ومجال عمله وقدرته. فقد أطلق الكادر التدريسي في ثانوية ابراهيم الزين بمدينة شهبا، مبادرة تعليمية لتقديم دروس مجانية عن بعد لطلاب الشهادات بالمناطق المنكوبة، دعماً لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، وفاق عدد الطلاب المستفيدين من هذه المبادرة الفريدة من نوعها، 250 طالباً، بحسب مصدر في المدرسة.


وكان نشطاء الحراك المدني في محافظة السويداء، قد أعلنوا الحداد على ضحايا الزلزال، في وقفة اعتصامية أول أمس الاثنين، لتبدو جميع الشرائح في المحافظة متفاعلة مع الكارثة الإنسانية التي هزّت البلاد، كل شخص من مكانه، وبقدراته، رغم الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها السكان، فحتى من لم يقدر على تقديم مساعدة مادية، أرسل قطعة من ثيابه وكتب عليها “بعثتلك جاكيتي لأني بحبك”.