بعد تحقيق للسويداء 24.. الجيش السوري يخلي بعض البيوت

زار قائد الفيلق الأول سهيل فياض أسعد، وعدد من ضباط الفيلق، قرى في ريف السويداء الشمالي الشرقي، يستولي الجيش السوري على عشرات البيوت فيها منذ سنوات، بعد تحقيق نشرته السويداء 24 في الشهر الماضي.

التحقيق الذي كشفت فيه السويداء 24، استيلاء الجيش منذ عام 2017، على عشرات البيوت في قرى القصر والأصفر والساقية وشنوان ورجم الدولة… وهي قرى تقطنها عشائر البدو في ريف السويداء، وأشارت فيه لابتزاز بعض الضباط أصحاب المنازل من خلال طلب مبالغ كبيرة مقابل إخلاء المنازل، دفع قيادة الفيلق الأول لإرسال لجنة تفتيش إلى القرى المذكورة.

لجنة التفتيش التقت عدداً من أهالي المنطقة، وطلبت منهم أسماء الضباط الذين تلقّوا رشاوى مالية لإخلاء بعض البيوت. وبعد زيارة اللجنة بيومين، وصل قائد الفيلق الأول إلى القرى المذكورة، يرافقه قائد الفرقة التاسعة، ليجتمعا مع عدد من الأهالي الذين يستولي الجيش على بيوتهم، أو بيوت أقاربهم.

قائد الفيلق الأول، تعهد للسكان، بإخلاء بعض المنازل تدريجياً، وبدأ الجيش بالفعل إخلاء ثلاثة منازل في قرية الساقية. لكن اللواء سهيل أسعد، تحدث صعوبة إخلاء جميع البيوت في المنطقة خلال الفترة الراهنة، بسبب “الظروف الأمنية والعسكرية”.

وتؤكد مصادر السويداء 24، أن أكثر من ثلاثين منزلاً إضافة إلى لمساجد ومدارس في المنطقة، لا يزال الجيش يستولي عليهم، ويتخذها كنقاط مبيت لعناصره من الفرقتين التاسعة والعاشرة، المنتشرتين في المنطقة. وتعد أكثر القرى تضرراً، قرية رجم الدولة، الخالية من السكان بشكل كامل، بسبب استيلاء الحيش على بيوتها، حيث يعيش اهالي القرية مهجرين في سهول حوران، منذ عام 2017.

اهالي المنطقة رحبوا باهتمام قائد الفيلق بالتحقيق الصحفي الذي كشف معاناتهم، وزيارته للمنطقة وإخلاء بعض البيوت فيها، لكنهم طالبوا في نفس الوقت أن لا تكون هذه الخطوات فقاعة إعلامية فقط، وأن يكون هناك خطة محددة وبرنامج زمني لإخلاء البيوت وعودة السكان اليها، مرحبين بوجود الجيش السوري في مناطقهم، لكن ضمن نقاط وثكنات عسكرية، لا داخل بيوتهم التي لا يستند الاستيلاء عليها لأي قانون، ويحمل جميع أصحابها أوراقاً ثبوتية بملكيتها.

إخلاء البيوت الثلاثة، ورغم أنه لا يشكل نسبة 10% من البيوت المستولى عليها، شكّل بارقة أمل لبعض سكان المنطقة بإمكانية عودة أدنى حقوقهم في العيش بمنازلهم. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهمية وجود إعلام مستقل ينقل شكاوى الناس مهما كانت الجهة المُشتكى عليها، وإن كان بعض الضباط في الزيارة حذّروا الأهالي من التواصل مع السويداء 24، واعتبروها “إعلام مُغرض”، تبقى غايتنا نقل الحقيقة والانحياز لمعاناة المواطنين بمختلف مكوناتهم.