جامل البلعاس.. إفراج سريع بعد أيام من توقيفه

أفادت مصادر خاصة للسويداء 24، أن الأجهزة الأمنية أوقفت جامل البلعاس في العاصمة دمشق، وأطلقت سراحه بعد أيام وجيزة من توقيفه، في وقت نفت عائلته خبر التوقيف جملةً وتفصيلاً، وقالت إنها في سياق الشائعات التي تستهدفه بشكل دائم.

مصادرنا قالت إن جهة أمنية تابعة لإدارة المخابرات العامة أوقفت البلعاس في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق. وبعد خمسة أيام من توقيفه، أطلقت المخابرات العامة سراحه، بعد تدخل وساطات أمنية في قضيته، من بينها رئيس شعبة المخابرات العسكرية.

شقيق جامل البلعاس، نفى في اتصال مع السويداء 24 خبر توقيفه، وقال إنه “مجرد إشاعة”. بالمقابل، أكدت عدة مصادر من عشائر السويداء خبر توقيفه المؤقت، مشيرة إلى أنه شوهد يوم الأمس في موقف عزاء لأحد أقاربه.

ارتبط اسم جامل البلعاس، بتجارة المخدرات، وكان يلعب نفس الدور الذي تورط فيه مرعي الرمثان، وانتهى بمقتله في غارة جوية أردنية في أيار الفائت. وتؤكد مصادر السويداء 24 أن البلعاس يعدّ من المطلوبين للسلطات الأردنية في هذا الملف. ويتحدّر البلعاس من عشائر السويداء، ويقيم منذ سنوات، في بلدة المطلة بريف دمشق.

ومنذ بداية الصراع في سوريا، انحاز البلعاس إلى جانب النظام السوري، وشكّل ميليشيا مسلحة تحت غطاء قائد فرع المخابرات العسكرية السابق في جنوب سوريا، العميد وفيق ناصر. تَطور دور البلعاس بعد عام 2018، وعمل كمنسق بين القوات الروسية وعشائر البدو في الجنوب، لا سيما في ملف المهجّرين.

جامل البلعاس يكرمه أحد ضباط القوات الروسية.

هذا الدور الأمني، وعلاقاته المتشعبة حتى مع الميليشيات المحسوبة على إيران، بنت له نفوذاً عشائرياً هاماً، عززه انخراطه في الأنشطة غير المشروعة كتجارة المخدرات، التي ازدهرت في سوريا بعد الصراع، حتى باتت معظم الشخصيات البارزة فيها، يرتبط اسمها بالنظام السوري، كالبلعاس، الذي يظهر في إحدى الصور، إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد.

جامل البلعاس إلى جانب الرئيس بشار الاسد.

الملفت، أن توقيف البلعاس المؤقت، رغم نفوذه الأمني، جاء بعد أيام من اجتماع أمني مشترك بين الأردن وسوريا، في 23 تموز الفائت يتعلق بمكافحة تهريب المخدرات وفق إعلان الخارجية الأردنية. الاجتماع الذي “بحث التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجه”، ترأسه من جانب النظام السوري، وزير الدفاع، ومدير إدارة المخابرات العامة.

أما غير الملفت، أن السلطات السورية اطلقت سراحه بعد أيام قليلة، وكأنها رسالة منها في عدم جديتها بملف مكافحة المخدرات، وربما عدم قدرتها على ملاحقة الاسماء البارزة في هذا الملف، نظراً لنفوذهم الأمني والاقتصادي.

يذكر أن مرعي الرمثان، أحد أبرز المتورطين بملف تجارة المخدرات، قُتل بغارة أردنية بعد أيام قليلة من اجتماع عمان التشاوري بين الدول العربية والنظام السوري، في أيار الفائت. وكانت السلطات السورية قد أوقفت الرمثان لأيام وجيزة وأطلقت سراحه، فهل يتكرر نفس المشهد مع البلعاس ؟