القريّا: استبدال شعبة البعث بمركز سلطان الأطرش للخدمات

بعد مضي قرابة شهرين على إغلاق شعبة حزب البعث في بلدة القريا، أعاد المحتجون فتحها في أواسط تشرين الأول الماضي، بقصد إعدادها لتصبح فيما بعد مركزاً خدمياً، تحت إشراف مباشر من أهالي البلدة.

واجه المحتجون أثناء فتحهم أبواب المبنى، عدداً من أعضاء حزب البعث، من بينهم أمين شعبة الحزب في القريا، والذين حاولوا منع المحتجين من دخول المبنى؛ وبعد جدال بين الطرفين، تم الاتفاق بالإجماع، على تخزين كافة المستندات والملفات الخاصة بالشعبة في مكتب خاص،  أغلق بعد عملية جرد وتدقيق، لكافة الموجودات في المبنى، لضمان تسلميها كاملةً في وقت لاحق، وفق ما أفاد نشطاء من البلدة للسويداء 24.

بالتالي خلق الموقف حالة من الصد والرد، بين مجموعة المحتجين، وأعضاء من حزب البعث، طوال الفترة الماضية، إذ دعوا بشكل مستمر، إلى اجتماعات تفاوضيّة دون أي جدوى، فيما قام المحتجون بتهيئة المبنى وإعداده لإعلان مركز “سلطان الأطرش للخدمات”، بمكاتبه المقررة (الخدمي، التنفيذي، التعليمي، الصحي، الإعلامي، الشكاوى).

هذا وقد تقرر افتتاح مركز الخدمات، بعد دراسة أعدها مختصون، بهدف متابعة أعمال المؤسسات الخدمية في البلدة (مياه، كهرباء، الجمعيّة الفلاحية…وغيرها)، بإشراف كادر معني بكل من الاختصاصات تلك، بالإضافة إلى كوادر متخصصة بإدارة النقطة الطبيّة والتي ستوفَّر بشكل مجاني، وكادر تدريسي مؤهل، لإدارة المكتب التعليمي وفعالياته.

كما نصت الدراسة المذكورة على إنشاء مكتب للشكاوى، مهمته استقبال مختلف أنواع الشكاوى من الأهالي، والمتعلقة غالباً بملفات الفساد، لكشف مرتكبيه، وملاحقة عمليات الاختلاس والسرقة التي تشهدها غالبية المؤسسات الخدمية، وبالتالي العمل على معالجة الخلل؛ بالإضافة إلى ذلك، المكتب الإعلامي، والمختص بتوثيق عمل مكاتب المركز، وتغطية فعالياتها المتنوعة.

أفاد ناشطون للسويداء 24، أنه من المتوقع، إعلان انطلاق أولى مكاتب المركز، خلال الفترة القادمة، حيث ستبدأ الكوادر عملها تدريجيّاً ضمن تلك المكاتب، عند افتتاح النقطة الطبية، والمكتب التعليميّ، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز المركز باللوازم وتهيئته لاستقبال الأهالي.

أتى هذا التصعيد مسبوقاً بإغلاق معظم مقرّات حزب البعث، في معظم قرى وبلدات المحافظة، بالتزامن مع إغلاق فرعه في مدينة السويداء؛ فغالباً ما تحولت هذه المقرات بعد استيلاء المحتجين عليها، إلى مراكز خدميّة، أو مكاتب لفعاليات محليّة تخدم مصلحة الأهالي، والتي “لم تفلح بتقديمها تلك المقرّات منذ زمن طويل”، بحسب وصف المحتجين، داعين إلى تكاتف الأهالي والأبناء، لتحسين الظروف الخدميّة المترديّة، ولا سيما المتعلّقة بأهمّ الاحتياجات الرئيسيّة.