قضية برسم الرأي العام وآل زين الدين الكرام

تفاقمت ظاهرة السرقة في السويداء بشكل ملفت خلال السنوات الماضية، ولم تسلم الممتلكات الخاصة والعامة منها، ونادراً ما يحدث تحرك لمحاسبة الفاعلين، بسبب نقص الأدلة، او لاعتبارات أخرى.

ولكن في قضية اليوم، الفاعل معروف، بالدليل القاطع. قبل حوالي سنة، تعرّض منزل الدكتور بسام بلّان في مدينة السويداء لسرقة كبيرة كانت “شقاء العمر”. البصمات كشفت السارق، ومع ذلك، لا زال حتى اليوم حراً طليقاً، فالشرطة رفضت التدخل، والحلول الاجتماعية لم تجد نفعاً.

في تاريخ 10/10/2022، وقعت السرقة، وطالت أموالاً ومصاغاً ذهبياً وأمانات، حيث تقدّر قيمة المسروقات بمئات الملايين. لم يترك اللصوص خلفهم إلّا بصمات أحدهم، وفق تقرير فرع الأمن الجنائي الذي رفع البصمات حينها.

وبدل أن تقوم الشرطة والضابطة العدلية بتوقيف صاحب البصمات، قدّمت اسمه لأصحاب المنزل، على مبدأ: “اقلعوا شوككم بأيديكم”. صاحب البصمات هو المدعو كنان صالح زين الدين، المنحدر من قرية الحريسة، ويقيم على طريق الرحى في مدينة السويداء، وفق ما ذكرت مصادر خاصة للسويداء 24.

تواصل أصحاب المنزل عدّة مرات مع الأجهزة الأمنية ومع قائد شرطة السويداء على وجه الخصوص، من أجل القاء القبض على صاحب البصمات. وبعد وعود بملاحقته، تنصلت الجهات المختصة بما فيها الشرطة من مسؤولياتها.

حاول أصحاب المنزل المسروق اللجوء إلى الحلول الاجتماعية، فتواصلوا مع عائلة المدعو كنان صالح زين الدين، لكن والده وأقاربه من الدرجة الأولى زعموا أنه متوارٍ عن الأنظار، ولا يعلمون عنه أي شيء.

استنفذ أصحاب المنزل كافة الحلول المتاحة أمامهم، ولم يلقوا تجاوباً من أي جهة، حتى هذا اليوم. فهل يعقل أن نصل إلى هذا الحد من التراخي مع الخارجين عن القانون ؟ اليست قضية اقتحام البيوت وكسرها ونهبها هو تعدي على كرامة المواطنين ؟ وأين الموقف الاجتماعي والديني والجهات الفاعلة من هكذا فعل؟