“عتّالة” أغراهم المال.. من هم الموقوفين على الحدود؟

فجر السبت الماضي، أعلنت السلطات الأردنية القاء القبض على 15 مهرباً، ومقتل 5 آخرين، في اشتباكات اندلعت على الحدود مع سورية، أسفرت أيضاً عن ضبط كمية كبيرة من المخد.رات والأس.لحة.

ونشرت السلطات الأردنية يومها صوراً لخمسة عشر شاباً أياديهم مقيدة إلى الخلف، وأعينهم معصوبة. وصوراً أخرى لأربع جثث مغطاة بأكياس الموتة. ولم تكشف السلطات الأردنية مزيداً من التفاصيل عن اولئك القتلى والمفقودين.

تتبعت السويداء 24 تفاصيلاً قادت إلى كشف هويات العديد منهم، إذ تبين أنهم يتحدرون من عشائر محافظات درعا والسويداء وريف دمشق. وتحديداً من مناطق اللجاة في درعا، والمطلة في ريف دمشق، والمقوس في السويداء.

وتشير مصادرنا، إلى أن جميع القتلى والمفقودين من “العتالة”، وهي الحلقة الأخيرة التي تتولى عملية نقل المخد.رات من الأراضي السورية إلى الأردن.

وغالباً ماتكون هذه الحلقة هي الأضعف، حيث يتقاضى الفرد الواحد منها مبلغ يتراوح بين 5000 إلى 7500 دولار أمريكي، في حال نجح بتهريب الشحنة، كما يؤكد تحقيق سابق للسويداء 24. وتتراوح أعمار القتلى والموقوفين بين 15-50 عاماً، حيث وثقت السويداء 24 أسماء العديد منهم.

مصدر مقرب من أحد المفقودين، كشف في اتصال مع السويداء 24، أن قريبه الذي لا يتجاوز عمره 16 عاماً، تم تجنيده في شبكات التهريب عبر شخص يُعرف بعلاقاته الأمنية القوية، ويحمل بطاقة من شعبة الاستخبارات العسكرية، من خلال ارتباطه بعقد مدني مع الشعبة.

“استغلوا وضعه وفقر حاله”، أضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن قريبه الذي فقد على الحدود السورية الأردنية، يعيش في عائلة شديدة الفقر، وقد تم التغرير به بالمال، في ظل قلة فرص العمل، والدخل شبه المعدوم. موضحاً أنه لا يعرف مصير قريبه أن كان من بين القتلى أو الموقوفين.

مصدر آخر قال للسويداء 24، إنه تعرف على قريبه من خلال ملابسه في إحدى الصور التي نشرتها السلطات الأردنية، مشيراً إلى أنه كان من بين الموقوفين. وأضاف: “حاولنا إقناعه كثيراً بعدم الذهاب إلى درب الهلاك لكن لم يتجاوب معنا”.

وتشير مصادر أردنية خاصة، إلى أن الموقوفين بقضايا تهريب المخد.رات، يواجهون أحكاماً تصل إلى 20 سنة سجن مع الأشغال الشاقة، أما القتلى يجري دفنهم داخل الأراضي الأردنية، في حال لم تطالب عائلاتهم بجثامينهم، ضمن إطار قانوني، ومدة زمنية معينة.

وكان مدير مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، مصطفى الحياري، كشف في لقاء تلفزيوني على تلقي المهربين لتدريب عسكري بقصد إدخال المخد.رات والاشتباك مع قوات حرس الحدود، “مايدل على وجود أجندات خارجية وراء المهربين”.

وتتهم مصادر أردنية، جهات مرتبطة بإيران حليفة النظام السوري، بالوقوف خلف عمليات التهريب الممنهجة، التي يعدها الجانب الاردني تهديداً لأمنه القومي. وصعّد الأردن مؤخراً من تحركاته ضد عمليات التهريب، التي وصلت حد تنفيذ غارات في الأراضي السورية، في ظل صمت مطبق من النظام السوري.