تشهد بعض القرى الحدودية مع الأردن، جنوبي محافظة السويداء، مبادرات وتحركات أهلية، تهدف لمكافحة عمليات تهريب المخد.رات، بعدما باتت عصابات التهريب تشكّل خطراً على حياة جميع السكان في المنطقة.
من بلدة ذيبين جنوب غرب السويداء، التي نفذت حركة رجال الكرامة فيها حملة أمنية قبل أيام أسفرت عن القاء القبض على عدد من المطلوبين، وفرار متهمين بتجار.ة المخد.رات، إلى خربة عواد، أقرب القرى إلى الحدود، وصولاً لبلدة ملح في الريف الجنوبي الشرقي.
مصادر السويداء 24، أكدت تشكيل دوريات أهلية في هذه القرى، من شبابها، بهدف رصد الطرق المشبوهة بالتهريب، وذلك عقب اجتماعات للأهالي، اعتبروا فيها أن تحركهم بات ملحاً في ظل تخلي الدولة عن مسؤولياتها، وتكرر الضربات الجوية الأردنية على المناطق المأهولة بالسكان.
في خربة عواد، صدر بيان عن أهالي القرية، أعلنوا فيه التضامن مع مبادرة حركة رجال الكرامة الأخيرة، التي حملت مسارين موجهين للجانب الأردني وللمجتمع المحلي. وأعلن أهالي الخربة اتفاقهم على “التصدي وبحزم لكل من تسول له نفسه باستخدام أراضينا ومحيط قريتنا معبرا للتهريب”.
وأضاف البيان أن الأهالي يرفضون أي “عمل يخل بأمن وآمان البلاد حيث أن قريتنا الملاصقة للحدود الأردنية عانت منذ ايام خلت من إطلاق نار كثيف على ممتلكات القرية وسببت خسائر مادية بالمنازل والممتلكات بسبب هذا التهريب للمواد المخدرة الذي هوا اصلا محرم في ديننا وعقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا”.
وحذر الأهالي “أي شخص يتعامل في تهريب المخدرات أو الإخلال بأمن حدودنا مع الجار الشقيق الاردن، وسيكون عقابنا معهم قاسي ومهما كانت صفته ونحن لهم بالمرصاد حيث شكلنا دوريات مشتركة من كافة الفعاليات في القرية”. وأضاف بيانهم “راجين أخذ كلامنا بعين الاعتبار من حرس الحدود الاردني حيث ستكون دورياتنا على مداخل ومخارج القرية”.
في بلدة ذيبين، أفاد أحد نشطاء القرية، عن توافق أهلي على “تشكيل مجموعة لمكافحة ظاهرة التهريب عبر أراضي القرية وتسيير دوريات على مدار الساعة ونهيب بكل من تسول له نفسه التهريب عبر أراضي القرية أو من يتعاون معهم او يسهل مرورهم انهم سيكونون أهدافاً مشروعة، وقد أعذر من انذر”.
كذا الحال في بلدة ملح، التي تعرضت لأكثر من غارة جوية خلال الشهر الحالي، بدأ بعض الشباب تشكيل دوريات لمراقبة الطرق المشبوهة، حسب ما توضح صورة حصل عليها موقع السويداء 24، من أحد النشطاء في البلدة. وتحدث المصدر، عن إمكانية تطوير العمل في الفترة المقبلة، لتشمل مختلف الفعاليات في البلدة.
وبحسب مراقبين، قد تشكل هذه المبادرات الأهلية حلاً مؤقتاً لمكافحة التهريب، لكن شكلها الحالي، يشير إلى أن تأثيرها محدود زمنياً، إذ أن أن الفصائل المحلية والفعاليات الأهلية بشكل عام في السويداء، تفتقر للتمويل، وبالتالي، غير قادرة على تنفيذ إجراءات طويلة الأمد.