23 قتيلاً في السويداء في أول شهر من 2024

رصدت السويداء 24 في شهر كانون الثاني من العام الجديد، مقتل 23 شخصاً، وإصابة 9 آخرين، جرّاء حوادث عنف متفرقة شهدتها محافظة السويداء.

وسجّل فريق الرصد في الحصيلة الشهرية للعنف، مقتل 21 مدنياً، بينهم 8 نساء، و3 أطفال، و10 ذكور، قضوا في ظروف مختلفة، كما وثّق مقتل شخصين من جماعات تهريب المخدرات، يتحدران من محافظة السويداء، في اشتباكات على الحدود السورية الأردنية.

وتصدر الجيش الأردني المسؤولية عن أعلى حصيلة من الضحايا المدنيين، حيث تسببت غاراته الجوية على الأحياء السكنية في ريف السويداء، الشهر الفائت، بمقتل 14 مدنياً، بينهم طفلتان، و6 نساء بينهن 3 مسنات، فضلاً عن تدمير ما لا يقل عن 10 منازل.

في حين وثقت الشبكة مقتل 3 مدنيين بظروف غامضة، على أيدي جهات لم نتمكن من تحديد هوياتها، كما سجلت مقتل امرأة مع جنينها في جريمة ارتكبت بذريعة الدفاع عن الشرف،  فضلاً عن توثيق حالتي انتحار، لشاب في الثلاثينات من عمره، ويافع لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر.

وكانت أول حوادث العنف التي وثقتها السويداء 24، يوم الخميس 4/1/2024، عندما قصف الطيران الحربي الأردني، بئر مياه في محيط قرية ام الرمان جنوب السويداء، مما أدى لمقتل حارسه، المواطن حمود إياس العاقل، وهو مدني من أهالي ام الرمان، كما دمر القصف بئر المياه بالكامل. وفي نفس الوقت، ضرب الطيران الأردني منزلاً في قرية الشعاب جنوب شرقي السويداء، ومزرعة في بلدة عرمان بنفس المنطقة، وتسبب القصف في الموقعين بأضرار مادية، دون تسجيل خسائر بشرية.

وفي يوم الجمعة 5/1/2024، أصيب المواطن شاهر الشعراني بطلق ناري في الكتف، في ظروف غامضة، وقد أُسعف إلى المشفى الوطني وتلقى العلاج اللازم. كذلك في يوم الجمعة، وفي حادثة منفصلة، أصيب الشاب خلدون الشعراني بطلق ناري، على حاجز الكوم التابع للأجهزة الأمنية، جنوب مدينة السويداء. وحسب المعلومات، فإن خلدون من عناصر الحاجز، وقد نشب بينه وبين بقية زملاءه خلاف مجهول الأسباب، تطور لإطلاق النار عليه، في حين تم إسعافه إلى المشفى وتقديم العلاج له.

أما يوم السبت 6/1/2024، أعلن الجيش الأردني ضبط عملية تهريب مخدرات، والقاء القبض على 15 مهرباً، ومقتل 5 آخرين، على الحدود مع سورية، وبعد نحو اسبوعين، وصلت جثامين القتلى عبر معبر نصيب، إلى مشفى درعا الوطني، إذ تبين بعد الكشف عن الجثامين، أن اثنين من القتلى، ينحدران من عشائر محافظة السويداء، وهما الشابين مهران العميري، وحسام السعيفان، حيث استطاعت عائلتيهما الحصول على جثمانيهما، وأقامت لهما موقفي عزاء في السويداء.

وفي يوم الأحد 7/1/2024، اكتشف بعض الأهالي وجود جثة رجل داخل سيارة في منطقة مصاد بمدينة السويداء، تبين أنه المواطن عناد بحصاص، وكان مصاباً بطلق ناري في الرأس يبدو من مسافة قريبة حظاً، وبجانبه مسدس أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أنه مصدر الرصاصة، مرجحاً أن تكون الحادثة عملية انتحار.

أما يوم الاثنين 8/1/2024، نفذ الطيران الحربي الأردني ثلاث غارات متزامنة جنوب شرقي السويداء، استهدفت منزلاً سكنياً في قرية الشعاب، ومزرعة في بلدة ملح، ومستودعاً في بلدة عرمان. وتسببت الضربة على قرية الشعاب، بمقتل المواطنة مرضية راشد الرمثان، وزوجها عطا الله شاتي الرمثان. في حين قُتل المواطن عصام خير في الضربة التي استهدفت مزرعته في بلدة ملح، ولم يتسبب القصف يومها بسقوط خسائر بشرية في بلدة عرمان. فيما دمرت الضربات الثلاثة،  منزلين، ومزرعة، ومستودع.

أما يوم الجمعة 12/1/2024، أصيب مواطن لم نتمكن من تحديد اسمه، على طريق عريقة نجران غربي السويداء، إثر تعرضه لإطلاق نار من مسلحين مجهولين اعترضوا طريقه وسلبوا سيارته. المواطن ينحدر من محافظة حماه، وقد أصيب بطلق ناري في قدمه، وأسعف لاحقاً إلى المشفى الوطني وتلقى العلاج اللازم.
وفي يوم الأربعاء 17/1/2024، وصل الشاب مؤيد سلمان الاعور من قرية الهيات إلى مشفى السويداء الوطني، مصاباً بطلق ناري في البطن، وقد خضع لعمل جراحي بعد إسعافه. وأفاد أقاربه أن الحادثة ناجمة عن خطأ في استخدام السلاح، دون توضيح المزيد من التفاصيل.

أما يوم الخميس 18/1/2024 نفذ الطيران الحربي الأردني ثلاث غارات متزامنة، على بلدتي ملح وعرمان في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، مما تسبب بوقوع مجزرة في بلدة عرمان، راح ضحيتها عشرة مدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح. في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، نفذت المقاتلات الحربية الغارات الجوية، مستهدفة الأحياء السكنية في البلدتين، مما أدى لتدمير أربعة منازل بشكل كامل، مع أضرار جزئية بأكثر من عشر منازل. تسبب القصف على المنزل الأول في عرمان، بمقتل المواطن عمر طلب، ووالدته أمال زين الدين، وعمّته اتحاد طلب. في حين تسبب القصف على منزل المواطن تركي الحلبي، بمقتله مع ستة آخرين من أفراد العائلة، هم المواطنة فاتن أبو شاهين، وطفلتيها ديما وفرح الحلبي، والمواطن نزيه الحلبي وزوجته إقبال الحلبي، إضافة إلى المواطنة روزا الحلبي.

يوم الاثنين 22/1/2024، لقي المواطن حسام نصر حتفه في ظروف غامضة، حيث اكتشف بعض الأهالي جثمانه مرمياً قرب مدرسة التمريض في مدينة السويداء. وبعد نقل الجثمان إلى المشفى الوطني، تبين أن الوفاة ناجمة عن تعذيب تعرض له الضحية، فضلاً عن وجود طلق ناري في جسده، قال الطبيب الشرعي إنه تعرض له بعد وفاته. ولم تتوفر معلومات مؤكدة حول الجهة التي قتلت نصر، لكن عائلته تقول إن مجموعة مسلحة لم تحدد هويتها، ارتكبت الجريمة، وأعلنت العائلة إحالة القضية للجهات المختصة.

أما يوم الثلاثاء 23/1/2024، فقد اليافع حاتم عبدالله غانم (15 عاماً) حياته، على إثر إصابته بطلق ناري داخل منزل ذويه في بلدة المشنف بريف السويداء الشرقي. وحسب ما توفر من معلومات، فإن الرصاصة مصدرها سلاح كان بحوزة الضحية، حيث رجح تقرير الطبيب الشرعي أن تكون الحادثة انتحاراً.

وفي يوم الأربعاء 24/1/2024، لقيت المواطنة عايدة حسين المهدي حتفها مع جنينها، في حي العشائر بمدينة شهبا، إثر تعرضها لإطلاق نار من شقيقها، في أثناء محاولتها العودة إلى منزل ذويها. وأكدت مصادر محلية للسويداء 24، أن الجريمة ارتكبها شقيقها بدعوى الشرف، حيث كانت الضحية قد تزوجت قبل عدة أشهر دون موافقة ذويها. وقد فر القاتل بعد ارتكاب الجريمة، دون أن يخضع لأي محاسبة، في حين فقدت الضحية مع جنينها حياتهما على الفور، حيث كانت في الشهور الأخيرة من الحمل، وذلك نتيجة إصابتها بوابل من الرصاص.

يوم الخميس 25/1/2024، لقيت المواطنة هزار زياد الحسين (19 عاماً) حتفها، إثر انفجار قنبلة يدوية، في منزل ذويها في قرية الطيبة بريف السويداء الشرقي. ورغم ادعاء مصادر مقربة منها، أن الحادثة ناجمة عن خطأ في استخدام السلاح، فإن مصادر محلية أكدت للسويداء 24 أن الضحية كانت تتعرض للتعنيف من أقاربها، وهذا ما يرجح فرضية وجود حدث جنائي في الواقعة، ولكن في ظل غياب التحقيقات الموسعة من الجهات الأمنية بسبب الظروف الراهنة، سجلت الحادثة ضد مجهولين.

وكانت آخر حوادث العنف التي وثقتها السويداء 24، يوم الأربعاء 31/1/2024، عندما استهدف مسلحون مجهولون سيارة على الشارع المحوري وسط مدينة السويداء بالرصاص، مما أدى لمقتل المواطن عامر كنعان، وإصابة المواطن عدي عقل، اللذين كانا داخل السيارة، كما أصيب المواطن شادي بريك في الحادثة، نتيجة الرصاص الطائش الناجم عن الحادثة.