مطالب المحتجين واضحة في السويداء، هل تلقى آذان صاغية ؟!

تجددت دعوات مواطنين في محافظة السويداء، للخروج بوقفة احتجاجية سلمية تنديداً بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة، في ساحة المحافظة، صباح الغد السبت 17/1/2020.

ودعا المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي لبدأ الاحتجاج الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، مؤكدين أن مطالبهم وهتافاتهم محصورة بتحسين الواقع المعيشي والأوضاع الاقتصادية، ومحاربة الفساد، بعيداً عم أي تيارات سياسية، كما طلبوا من المحتجين تنظيف الساحة بعد الانتهاء من وقفتهم، تعبيراً منهم عن الوقفة الحضارية.

وشهدت مدينتي السويداء وشهبا في اليومين الفائتين، خروج احتجاجات سلمية من مواطنين ومواطنات بمختلف الفئات العمرية، حيث تراوح عدد المحتجين في مدينة السويداء الخميس، بين 150 إلى 200 مواطن، إضافة إلى العشرات في شهبا، وقد رفع المحتجون لافتات وهتافات تطالب بتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية، ونندوا بالفساد.

السويداء 24 واكبت الواقع في شوارع المحافظة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، فكان لها عدد من اللقاءات مع المحتجين الذي عبروا عن استيائهم من الحالة المادية المتردية التي يعيشونها، مؤكدين أن الاحتجاج السلمي حق مشروع لهم يعبرون من خلاله عن مطالبهم، عسر أن تلقى آذان صاغية لدى الحكومة والجهات المعنية.

تقول تقول مواطنة شاركت بالاحتجاج للسويداء 24: “بدايةً لم يوكّل الشارع في السويداء أحداً بالحديث نيابة عنه، فهو قادر على التعبير عن مطالبه بذاته، وهي ليست بالمطالب المعقّدة حتى ينوب عنه أحد في شرحها، #بدنا_نعيش، هذا هو المطلب الأساسي والإنساني للأهالي، بعيداً عن أي محور سياسي أو طائفي أو عرقي”.

مضيفة “نحن كجزء من شعب سوري عانى الكثير وتهجر وقاسى البرد والجوع، نطالب بحقنا في العيش الكريم فقط، وتأمين كافة سبل العيش للمواطن، لسنا مضطرين للهجرة بعد الآن فبلدنا عامرة بالخيرات والموارد، وسوء إدارتها يعني أن هناك خللاً لدى المسؤولين يجب التعامل معه بجدية”.

بينما أكد أحد المحتجين لمراسل السويداء 24 “نحن ملتزمون بالاعتصامات السلمية، وندعو للسلام لا للقتل ولا للسرقة، ولسنا مسلحين ولا خونة كما ينعتنا البعض، نحن أبناء سوريا ونطالب بحقوقنا المشروعة في الدستور السوري، وبطريقة حضارية، لسنا مع حرق عجلات السيارات، ولا تخريب البنى التحتية للمباني الحكومية، فهي ملك لنا كشعب سوري”.

وأضاف “قوتنا هي صوتنا الذي يجب أن يسمعه المسؤولون في قصورهم، نحن جائعون، والبرد ينخر عظام أطفالنا، اكتفينا من طوابير المازوت والغاز والبنزين، اكتفينا من جشع التجار الكبار وحيتان الأسواق، واكتفينا من العيش تحت خط الفقر بمئة درجة.. #بدنا_نعيش!

أما آخر فأشار إلى أن أصوات الشباب في السويداء تتحدث عن وجع يعيشه السوريون عامةً وبكل أطيافهم واتجاهاتهم، فالحالة الاقتصادية المتدهورة أثرت في كل منزل سوري، وانتشار الفساد عانى منه الجميع، معتبراً أن الوقت قد حان لمحاسبة الفسادين، وتحسين اقتصاد البلد، وأكد على استمراره في الاحتجاج حتى تحقيق المطالب”.

من جانبها تطرقت وكالة سانا الرسمية للاحتجاجات السلمية في السويداء، بكلمات مقتضبة في اليوم الأول، فيما لم تواكب التلفزيونات الرسمية ووسائل الإعلام التابعة للحكومة الاحتجاجات، عوضاً عن ذلك بدأ مراسلو هذه التلفزيونات والوسائل على صفحاتهم الشخصية، الحديث عن مؤامرة وطابور خامس، في محاولة لتشويه صورة المحتجين الذين ردوا بشعار “الإعلام السوري كاذب”!

ويعقد المحتجون آمالهم على سماع صوتهم من قبل الجهات المعنية، إذ أكد أحد الشباب “لن نكترث بالأصوات السلبية، نتمنى من جميع وسائل الإعلام التعامل بشفافية ونقل مطالبنا ووقفتنا، عوضاً عن بث الأكاذيب والشائعات، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً”.