عقبات تحول دون تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الزراعة.!

توَجّه عدد من الأهالي في محافظة السويداء للزراعة، بعدما ضاقت بهم الأحوال المادية وسط الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.

وبالرغم من تعدد المحاصيل التي تنتجها المحافظة إلا أن قطاع الزراعة يواجه معوقات هامة لازدهاره، فيعاني معظم الأهالي ممن زرعوا حدائقهم المنزلية مؤخراً ليساهموا بتخفيف أعباء شراء الخضراوات، من شح المياه خصوصاً في فصل الصيف، الذي حال دون تحقيق إنتاج ذاتي يكفي حاجاتهم.

أحد مالكي المشاريع في الريف الغربي للسويداء 24، أوضح أكد معاناة قطاع الزراعة من ارتفاع تكاليف الإنتاج، موضحاً أن المحاصيل الزراعية تتطلب العناية من الأسمدة والأدوية الحشرية التي باتت باهضة الثمن بعدما تضاعفت أسعارها في الآونة الأخيرة.

مضيفاً، أن الأمر لا يقف على ذلك فالزراعة المروية تحتاج إلى المياه والتي تتزايد أسعارها بين الفترة والأخرى، وهي مشكلة حقيقية لمن لا يملكون آبار ري خاصة، أما مالكي الآبار فيعانون من مشكلة أخرى وهي تأمين الوقود لعمل البئر حيث يضطرون أحياناً لشرائه بسعر السوق السوداء لري مزروعاتهم، فيما لا تشمل التكاليف السابقة أجور عمال القطف والتحميل، وهي أيضاً تتزايد بشكل مستمر.

وأكمل، أنه وبعد جناية الموسم يواجه المزارعون مشكلة أكبر وهي تسويق منتجاتهم، حيث يسعى الكثيرون لشحنها إلى دمشق لعدم قدرة الأسواق المحلية على استيعابها دفعة واحدة، ثم تعود محافظة السويداء في وقت آخر لاستيراد المنتجات مرة أخرى من دمشق أو الساحل، ويتحمل المواطن في النهاية تكاليف النقل، كما يتحمل المزارع الخسائر الناجمة عن سوء التسويق.

ورأى المصدر، أن سوريا عموماً قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات والفواكه والحبوب، لو أرادت الحكومة السورية ذلك، ودعمت قطاع الزراعة ونظمته بشكل جدي وبخطة واضحة تضمن حقوق المزارعين واستمراريتهم، إضافة إلى توجيه الشباب العاطل عن العمل للزراعة واستثمار طاقاتهم، كما يجب تأميم مصانع الأسمدة وإلغاء عقود استثمارها من قبل الشركات الروسية.

هذا وقد بلغ إنتاج محافظة السويداء من الفواكه 115 ألف طن لهذا الموسم، بالرغم من تراجع إنتاج التفاح لتعرض الموسم لموجة صقيع وعاصفة غبارية انعكست سلباً على الإنتاج، حيث تضرر 8 هكتارات جراء ذلك، فيما توزع الإنتاج بين التفاح والعنب والزيتون والإجاص والكرز واللوز والدراق والفستق الحلبي وغيره من الأنواع.