تبليغات لإخلاء أحد أبرز مخيمات المهجرين جنوب السويداء خلال 15 يوماً .!

تلقى الوافدون في أبرز مخيم لإيواء المهجرين جنوب السويداء، تبليغات شفوية بإخلاء المخيم خلال مدة أقصاها 15 يوماً، في إجراء شكل مفاجئة غير سارة للعديد من العائلات التي لا تملك مأوى.

منازل مدمرة ومناطق غير مستقرة

قال أحد الوافدين القاطنين بمعسكر الطلائع في بلدة “رساس” للسويداء 24، إنه تلقى تبليغاً شفوياً الأسبوع الماضي، من أحد القائمين على المخيم، بصدور قرار من الجهات المعنية يقضي بإخلاء المخيم خلال مدة 15 يوماً، بداية من يوم الأحد 27/9/2020.



موضحاً أن قرار الإخلاء كان مفاجئاً للعديد من العائلات العائلات القاطنة في المخيم، والتي لا يوجد لها مأوى بعدما دُمرت منازلها جراء العمليات العسكرية، أو لا تزال مناطقها تشهد حالة عدم استقرار، إذ لم تقدم الجهات المعنية أي حلول لهم.

وأضاف المصدر أن حوالي 200 مواطن يقطنون المخيم في الوقت الحالي، وهم من محافظات سورية مختلفة، بينها درعا وريف دمشق ودير الزور وريف حمص، لافتاً إلى أن بعض العائلات بدأت بمغادرة المخيم واستئجار منازل في بلدة رساس ومدينة السويداء، لعدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم.



لكنه عاد وأكد أن غالبية العائلات لم تغادر المخيم حتى الآن، لعدم قدرتها على دفع أجار منزل، إذ تحاول هذه العائلات البحث عن مأوى جديد لها، في ظل تخلي الحكومة عن وعودها بإعادة الإعمار، متساءلاً “بأي حق تطردنا الحكومة ومنازلنا لا تزال مدمرة”.


توجيهات حكومية والمخيم بحاجة لصيانة

أكد مصدر مطلع في المحافظة للسويداء 24، صدور قرار بإخلاء المخيم دون تحديد الجهة المسؤولة عن القرار، حيث أشار إلى أن المخيم بحاجة لعمليات صيانة كبيرة لا يمكن اتمامها بدون إخلاء القاطنين فيه، وأضاف أن الإخلاء يأتي في إطار توجيهات الحكومة السورية بإعادة المهجرين إلى مناطقهم الأمنة.

مضيفاً أنه تم التأكد من وجود سكن لقاطني المخيم في مناطقهم الرئيسية، ومن ليس لديهم سكن تم تأمين إقامتهم في أماكن قريبة من مناطقهم، ويوجد لديهم بدائل كالاستئجار في السويداء لمن باتوا يعملون ويملكون مصالح فيها. الأمر الذي نفته إحدى السيدات القاطنات في المخيم، حيث أكدت أن الحكومة لم توفر أي بدائل لهم.

وعلمت السويداء 24 من مصدر في منظمة “الهلال الأحمر”، أن المنظمة كانت توزع سلل غذائية كل 3 شهور على قاطني المخيم، بعدما كانت توزع كل شهر، وذلك نتيجة تقليص كمية المساعدات المقدمة من منظمات “الأمم المتحدة” منذ أكثر من عامين، مضيفاً أن المنظمة تقدم للوافدين الخدمات والرعاية بحسب برنامج منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع مفوضية اللاجئين السوريين، وليس لها أي دور بقرار إخلاء المخيم.



يذكر أن محافظة السويداء استقبلت أكثر من مئتي ألف مواطن سوري مهجر، وفق إحصاءات رسمية بين أعوام 2012 و2018، حيث تم تخصيص عدة مراكز إيواء لهم، كان أبرزها معسكر الطلائع في بلدة رساس، الذي سكنه حوالي 47 ألف شخص، ثم بدأت تتقلص أعداد الوافدين فيه، منذ أواخر 2018، حيث عاد عشرات الألاف إلى مناطقهم أو انتقلوا إلى مناطق أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن المادة 22 من الدستور السوري تنص على أن “تكفل الدولة كل مواطن وأسرته في حالات الطوارئ والمرض والعجز واليُتم والشيخوخة”.