المخابرات العسكرية تخطف السويداء

على اثر رفض والد المغدور مجد سريوي، إسقاط حقه أمام القضاء، عن راجي فلحوط، وأفراد مجموعته التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، اقتحم فلحوط مع مجموعته، منزل أبو مجد جابر سريوي في بلدة عتيل، وأحرق الأرض المحيطة بالمنزل.

مراسل السويداء 24، قال إن السيد جابر سريوي، رفض وساطات اجتماعية كثيرة أرسلها فلحوط، لعقد صلح عشائري، في قضية مقتل ابنه الوحيد، مجد سريوي عام 2020، الذي خطفته مجموعة فلحوط، بتهمة إحراق إطارات صهريج، ثم أقدمت على قتله تحت التعذيب. وبثّ حينها فلحوط مقطع فيديو للضحية، يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وكانت أخر وساطة رفضها والد الضحية، اليوم الخميس، والذي يطالب بأن يأخذ القانون مجراه، أو يرحل راجي فلحوط خارج المحافظة. ويبدو أن راجي الذي بات يملك سلطة كبيرة، نتيجة الدعم غير المحدود الذي يتلقاه من شعبة المخابرات العسكرية، والعلاقة القوية، التي تربطه مع رئيس الشعبة اللواء كفاح الملحم، بات من خلالها مستهتراً بدماء وأرواح الناس إلى أقصى حد، فهاجم منزل جابر سريوي، الذي قتل ابنه، لأنه يرفض إسقاط حقه الشخصي.

هذا التطور الخطير، يشير بما لا لبس فيه، أن السويداء اليوم، باتت خاضعة لحكم العصابات، وشريعة الغاب، وسط غياب وتراجع واضح لدور المرجعيات الدينية والزعامات الاجتماعية، وحتى الفصائل المحلية والأهلية، التي كانت في يوم من الأيام تشكل الثقل الأبرز في المحافظة، ويشير أيضاً إلى ضعف وسائل الردع الأهلي.

تلك العصابات التي لا تراعي حرمات المنازل، ولا أرواح المدنيين، ولا يهمها لا قضاء ولا دولة، وبعدما أوغلت في الانتهاكات من عمليات خطف وقتل وسلب، لم يكن أخرها اختطاف عشرات المدنيين من عشائر البدو، وجر المحافظة إلى شبح الحرب الأهلية، بات واضحاً أن السلطة الأمنية أطلقت يدها على المجتمع، لتخطف السويداء من خلالها، كما خطفت الدولة، طيلة عشرات السنين.

وهذا ما يحصل اليوم في السويداء المخطوفة: عصابات ضالعة في الانتهاكات، تأخذ دور الضابطة العدلية، قضاء لا يستقوي إلا على بعض اللصوص الصغار، زعامات وقيادات المجتمع تتسابق لإظهار ولائها للسلطة، لا للقانون، ولا للمنطق، بل للسلطة الأمنية، بكل ما تمثله من بطش وحقد وانتهاكات.

يبقى المؤكد، أن عائلة الضحية مجد سريوي لن تكون أخر ضحايا اختطاف السويداء، مهما أدار المجتمع وجهه، وتعامى عن قضيتها، فهذه الحالة الميليشياوية التي تعيشها المحافظة اليوم، والصمت المريب عنها، ستجعل في كل بيت ضحايا مخطوفين أو مقتولين، فعلى من سيكون الدور القادم ؟