تفاقمت أزمات الخدمات المتردية أصلاً، في العديد من قرى محافظة السويداء الشرقية، بعد تساقط الثلوج، لتنحرم آلاف العائلات في تلك القرى ذات المناخ القاسي، من الكهرباء، والمياه، والاتصالات، والخبز، وحتى الإسعاف.
الظروف الجوية كشفت عدم وجود أي خطة او جاهزية لدى الجهات المعنية في السويداء، من محافظة وخدمات وغيرها، والتي تدّعي الآن انشغالها في جمع المساعدات، لإرسالها إلى المحافظات المتضررة شمال البلاد، في وقت تعجز عن فتح طريق واحد مغلق بالثلوج إلى الريف الشرقي.
مصدر في قرية الطيبة، المقطوعة عن العالم منذ ثلاثة أيام، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الخبز لم يصل إلى القرية منذ أغلقت الثلوج الطريق المؤدي اليها، والكهرباء انقطعت بشكل كامل، والاتصالات معدومة، والمياه كذلك. وأضاف أن الأهالي تواصلوا مع حركة رجال الكرامة وطلبوا منها توصيل الخبز إلى القرية.
وعلى الفور، توجهت سيارات دفع رباعي تابعة للحركة باتجاه طريق الطيبة، محملة بكميات كبيرة من الخبز. وتواصلت الحركة مع محافظ السويداء الذي تعهد لهم بإرسال تركس من الإنشاءات العسكرية، ثم تراجع مبرراً أنه “لا يمون” على تركس الإنشاءات.
في حين حاول مدير بلدية مفعلة تقديم المساعدة، ولم يقصر المسؤول عن فرن قنوات، كذلك أعلن مسؤول في شركة الكهرباء جاهزيتهم للتوجه إلى الطيبة والقرى الشرقية بعد فتح الطريق. لكن بقيت المشكلة الأكبر، عدم إرسال آلية لفتحه.
وبعد اتصالات عديدة، بدأت الجهات المعنية ترحّل المسؤوليات على بعضها، وتنصّلت أخيراً من مهمة فتح الطريق، ما أثار غضب مجموعة محلية تجمع أفرادها أمام مديرية الخدمات، وأطلقوا النار بالهواء تعبيراً عن غضبهم من تقصير الجهات المعنية.
مصدر في حركة رجال الكرامة قال للسويداء 24، إن كميات كبيرة من الخبز لم تصل بسبب تقصير المعنيين، محملاً المحافظ ومسؤولي المديريات الخدمية المسؤولية في حال لم يتم فتح الطريق إلى القرى الشرقية في أسرع وقت.
وعانى العديد من أهالي القرى الشرقية، من الحريسة وصولاً إلى أمام ضبيب، ظروفاً صعبة خلال الأيام القليلة، فحتى حالة الإسعاف قد يعجزون عنها بسبب انقطاع الطرقات. لكن يبدو أن الجهات المعنية وجدت الفرصة والوقت مناسبين للتغطية على تقصيرها، في ظل الانشغال بالكارثة التي ضربت شمال البلاد.