استياء عام في بلدة ملح من أزمة المياه

لم يفي محافظ السويداء بوعوده لأهالي بلدة ملح، بإعادة ضخ المياه إلى البلدة، قبل نهاية شهر آذار المنصرم، الذي انتهى قبل اسبوعين، والمتغير الوحيد: زيادة معاناة الأهالي وتذمّرهم.

ومنذ مطلع الجاري، يعاني سكّان ملح في ريف السويداء الشرقي، من تعطّل مضخات جميع آبار المياه المغذية للبلدة، ما خلق أزمة حادة في توفير مياه الشرب، استغلها بعض مالكي الآبار الخاصة، الذين قرروا رفع سعر نقلة المياه من 10 آلاف ليرة، إلى 25 ألف ليرة، وبالتالي تصل إلى منزل المواطن بسعر 75 ألف ليرة.

وتحتاج العائلة إلى ثلاث نقلات كحد أدنى شهرياً، ما يعادل 225 ألف ليرة سورية فقط للمياه، وهو مبلغ يفوق راتب الموظف بنسبة 40% تقريباً.

ورغم التغيير في إدارة مؤسسة مياه الشرب، وتعيين مسؤول جديد عنها، إلا أن ملف الفساد لم يطوى على ما يبدو. فقد أكدت مصادر السويداء 24 في بلدة ملح، أن ورشة إصلاح سحبت مضخة مياه معطلة قبل اسبوع، من أحد آبار خازمة المغذية للبلدة، وتعهدت باستبدالها بمضخة إيطالية جديدة.

لكن المفاجأة كانت بصيانة المضخة المعطلة، وإعادتها إلى البئر، ولم تمضي خمس ساعات على تجربتها، حتى تعطّلت من جديد، ما أثار استياء أهالي البلدة، الذين يعقدون الاجتماعات منذ أيام، ويبحثون عن حلول ربما يكون أحدها التصعيد إلى احتجاج سلمي، في حال لم تلتزم الجهات المعنية بواجباتها في توفير المياه.

وقال أحد أهالي بلدة ملح في اتصال مع السويداء 24، إن أهالي البلدة ترددوا عدة مرّات إلى محافظ السويداء، الذي يمثّل أعلى سلطة إدارية في المحافظة، فلم يتلقّوا إلّا الوعود، التي كان آخرها تعهده بصيانة أحد الآبار قبل انتهاء الشهر الثالث، وصيانة أربعة آبار أخرى بعد شهرين.

وأكد المصدر وجود حالة استياء عامة في بلدة ملح من المماطلة، فالأهالي باتوا غير قادرين على تحمّل نفقات الآبار الخاصة، كون المياه أهم مقومات الحياة على حدّ وصفه، “وإذا كانت مؤسسات الدولة غير قادرة على توفير أهم حق من حقوق الناس، فلتعلم أن سياساتها ستؤدي إلى اضطرابات جديدة”.

يذكر أن محافظة السويداء تعد أكثر المناطق السورية التي تعاني من أزمة المياه، لأسباب مختلفة، منها عدم استقرار الكهرباء وعمّق الآبار والمشاكل اللوجيستية إزاء ذلك، فضلاً عن الفساد المتفاقم. لكن السبب الأهم على ما يبدو، غياب الرغبة الحكومية بحل هذه الأزمة، وإغراق الأهالي بالأزمات المعيشية اليومية، من الخبز إلى الكهرباء والمواصلات والتدفئة، وليس أخيراً، مياه الشرب.