السويداء: عملية احتيال كبيرة بتوقيع راعي مواشي

من منّا لم يسمع بقصة “الراعي الكذّاب”، وكيف ادّعى أنّ ذئباً هاجم قطيع الأغنام؟ ولكن هل تعلم أنّ قصّة الراعي المحتال في السويداء أكثر صدمة وواقعية؟

في محافظة السويداء وتحديداً جنوبها في قرية حوط، بدأ أحد الرعاة باستلام أغنام من أهالي القرية والرعي بها، حتى استطاع الحصول على ثقتهم وبدأت جموع الأهالي بإعطائه أغنامها.

السمعة الحسنة للراعي بدأت بالانتشار إلى القرى المجاورة لقرية حوط فسارع الأهالي إلى تأمين الراعي على قطعان كبيرة من الأغنام، حتى وصل عدد الأغنام إلى حوالي عن خمس آلاف، وفق تقديرات الأهالي.

الراعي بدأ ببيع الأغنام بسعرٍ رخيص دون علم أصحابها، وعندما بدأ الأهالي بالسؤال عن أغنامهم، كان يخبرهم أنها موجودة بالقرب من سهل حوط، حيث المراعي هناك غنية بأعشابها ومياهها.

ومع تزايد الشكوك حول مصير الأغنام، وبدء الحقيقة بالظهور، فرّ الراعي بعد أن باع الأغنام التي تزيد قيمتها عن 2.5 مليار ليرة سورية. وبعض الأهالي قالوا إن قيمتها 5 مليارات.

بعد اختفاء الراعي هاجم بعض الأهالي منزل عائلته التي كانت تقيم قرب حوط، وهددوا والده وأقاربه، الذين ما لبثوا أن غادروا القرية خوفاً على أنفسهم من ردود أفعال المتضررين.

ومع هذه الخسارة الفادحة تساءل الأهالي عن دور الجمعية الفلاحية في القرية، كونها تغاضت عن هذا العدد الكبير الذي تم رعيه في سهول القرية، وخصوصاً أن قوانين الرعي تُلزم بعدد معين من الماشية، تجاوزه الراعي بأعداد كبيرة.

الحادثة لا تزال تتفاعل، فالخسارة الفادحة التي مُني فيها الأهالي بسبب احتيال الراعي لا يمكن السكوت عنها. علمت السويداء 24 أن اجتماعاً عقد في دار الطائفة للتباحث في القضية، وهناك مطالب أهلية بملاحقة الراعي عشائرياً، وإلزام عشيرته بتحمّل مسؤولياتها، كون الملاحقة القضائية اليوم ضعيفة.

عمليات النصب والاحتيال تتكرر مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية، ويُبدِعُ المحتالون طرقاً جديدة لسلب الضحايا من خلالها، تعتمد في معظمها، على كسب ثقة الناس وثم الاختفاء المفاجئ، لذلك لا بد للناس الحذر من الدخول في أي مشروع، لا ضمانة فيه لحقوقهم.