السويداء: سيدة خمسينية تتفوق في جامعتها.. وللحلم بقية

ليست الدراسة الجامعية في سن متأخر الإنجاز الوحيد للسيدة تهاني الزيلع ابنة محافظة السويداء، فقصتها مليئة بالإنجازات، بل ومثالٌ يحتذى به لكل طامح بالنجاح، مهما قست الظروف.

الزيلع التي كتبت السويداء 24 قصة تفوقها عام 2018، عند حصولها على الشهادة الثانوية بعمر 50 عاماً، تخرّجت يوم الأمس من قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية، بمعدل جيد جداً، وقد حصلت على شهادة الباسل للتفوق الدراسي لكونها الأولى على دفعتها.

هي من مواليد 1969، تنحدر من قرية مفعلة في ريف السويداء. الزيلع، أم لولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، هما مبُدعين كأمهما، فالابن الأكبر صقر طالب أدب عربي في السنة الثالثة، والأصغر صفوان في مدرسة تقنيات حاسوب.

وكأي امرأة ريفية، يبدأ يوم يوم السيدة تهاني باكراً، لتحلب بقرتها، وتحضّر الحليب للبيع، ثم تحضّر الأعشاب المجففة لإرسالها إلى متجر يعمل فيه مع زوجها في مدينة السويداء، وفق ما نقل موقع سناك سوري عن لسانها. وتكمل يومها، في الاعتناء بولديها، والدراسة.

في يوم تخرّجها، كتبت الزيلع على صفحتها في فيس بوك: “لم يكون إلا الإصرار للوصول إلى بداية البداية وتحقيق ماتصبوا اليه الروح، شكراً من القلب لكل من علمني كلمة أو حرف، شكراً استاذتي واصدقائي وأهلي وابنائي، والله يخلي زوجي الغالي، ويقدرني على الوفا حبايب القلب جميعا، الله يخليلي اياكم ياغوالي شركاء النجاح”.

حلم السيدة تهاني التي باتت في الخامسة والخمسين من عمرها لم يتوقف هنا، فهي تخطط لإكمال دراسة الماجستير في علم النفس الصيدلاني، وتتمنى الحصول على منحة دراسة لمتابعة الدراسات العليا حتى وان اضطرت للسفر، كما صرحت لسناك سوري.

إصرار وتفوق السيدة الخمسينية، رغم كل التحدّيات، ليس قدوة للمرأة فحسب، بل قدوة لكل إنسان يسعى للتفوق وتحقيق الإنجازات في حياته. فهل يلقى حلم هذه السيدة في حصولها على منحة لإكمال دراستها في الخارج آذاناً صاغية ؟