في السويداء: مدرسة بلا مدرسين

منذ بداية العام الدراسي، ومدرسة قرية سميع الإعدادية في الريف الغربي للسويداء شبه خالية من الكادر التدريسي، نتيجة الظروف الاقتصادية، فالمدرس المعين من خارج القرية، لن يكفيه مرتبه الشهري بدلاً للمواصلات.

“ابناؤنا يذهبون إلى المدرسة ساعة واحدة في اليوم، يبدأ الدوام الساعة الثامنة وينتهي في التاسعة”، وفق شهادة أحد أهالي القرية في اتصال مع السويداء 24. وأوضح المصدر أن غالبية المدرسين من خارج القرية اعتذروا عن العمل في المدرسة، بسبب الأعباء الاقتصادية.

ولسد هذا الفراع، اعتمدت التربية على بعض المدرسين من ابناء القرية بنظام التوكيل، والذي يحدد أجرة المدرس ب 300 ليرة سورية على الساعة الواحدة. ما يعني أن المدرس في نظام التوكيل يحصل على 20 سنت تقريباً فقط، مقابل كل عشر ساعات عمل !

والمشكلة أن الكادر الذي تم تعيينه بنظام الوكالة غير قادر على تغطية كافة الاختصاصات، فمدرس الرياضيات مضطر لتدريس الفيزياء والعلوم، وهكذا دواليك. علماً أن هذه المشكلة تعاني منها الكثير من المدارس الريفية. وبالطبع، الحكومة مشغولة في الصمود والتصدي، ولا تلتفت إلى هذه المشكلات.

أحد اهالي القرية، اقترح على أهالي الطلاب، تخصيص مبلغ 10 آلاف ليرة من كل عائلة شهرياً، ليتم من خلال هذا المبلغ تعويض المدرسين الذين لا قدرة لهم فعلاً على تحمل نفقات المواصلات، وكأنهم يعملون بلا مقابل.

لكن هذا الاقتراح قبله البعض ورفضه الأكثرية، فالوضع الاقتصادي المزري لا يقتصر على المدرسين، وغالبية الناس تعاني اليوم من الظروف الاقتصادية القاهرة. ولا زال الأهالي في سميع لوحدهم يبحثون عن حلول لإنقاذ التعليم قريتهم حتى اليوم.

وخلال السنوات الماضية، أنشأ المجتمع الأهلي الكثير من الفعاليات والمبادرات لسد فراغ التخلي الحكومي عن أحد أهم واجباتها في دعم العملية التعليمية. كل ذلك التخلي، وترى بعض المسؤولين يصدّعون رؤوسنا يوميا بمقولة: التعليم مجاني.