تنتشر كالنار في الهشيم مؤخراً على صفحات الفيس بوك، منشورات مُعدة مسبقاً يتداولها المستخدمون، يعتقدون أنهم لمجرد نشرها يستعيدون التفاعل على صفحاتهم، أو يحفظون خصوصياتهم. ولكن هذه المنشورات كلها، لا تقدم ولا تؤخر.
“الخروج من عنق الزجاجة”، “الآن تأكد أن موضوع الخوارزمية صحيح”، “إدارة فيس بوك حددت عدد الاصدقاء”، “انسخ المنشور وأعيد نشره لتظهر منشوراتك”، عناوين كثيرة لتدوينات تنتشر بشكل يومي، يؤكد خبراء في فيس بوك أن لا قيمة لها على الإطلاق.
وللتعرف أكثر على طبيعة عمل الخوارزميات، يمكن تلخصيها على بأنها عبارة عن برمجيات ومعادلات آلية يستخدمها الفيسبوك لكي يقيس مدى جودة كل منشور يتم نشره على الفيسبوك. ذلك من أجل تقييمه ومن ثم إظهاره أمام المستخدم المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب في الصفحة الشخصية.
وبحسب تقرير لموقع DW، يقوم مبدأ عمل الشبكات الاجتماعية ومنها فيس بوك، على عرض محتوى يعتمد على تقييم سلوكك واهتمامك بالمنشورات، لذلك فإن المنشورات التي تظهر لك، تكون بحسب رغبتك، والأشياء التي تثير اهتمامك أكثر.
ويضيف الموقع: تقوم الخوارزميّة بجمع وتحليل ما ينشره المستخدم، وبواسطتها يتم تقييم المنشورات التي نالت أعجاب المستخدم من خلال تعليقاته ومنشوراته، وهذه هي القاعدة الأساسية لاختيار المنشورات التي تظهر على صفحتك الشخصية.
على سبيل المثال، فإن شخصين تربطهما صداقة على فيس بوك، ولا يتبادلان التعليقات والتفاعلات بين بعضهما، ولكل شخص منهما اهتمامته المختلفة عن الآخر، لهذا السبب يقوم فيس بوك بتقليل ظهور منشوراتهما بين بعضهما، ويركز على إظهار الأشياء التي يهتّمان فيها ويتفاعلان معها، وهي سياسة تهدف إلى جذب المستخدم لفترة أطول، مما يعني مشاهدته لإعلانات أكثر.
وترتفع نسبة إظهار المنشورات كلما كانت شعبية ولحظية أكثر، ويمكن للمستخدم تغيير الإعدادات من خلال الدخول إلى صفحة الشخص أو المنصة التي يتابعها، واختيار المشاهدة أولاً، ليحصل من هذه الصفحة على أحدث ما تنشر.
وبالتالي، فإن ظهور المنشورات يعتمد على اهتماماتك وتعليقاتك وتفاعلاتك، وظهورها عند إصدقاءك يعتمد على اهتمامهم وتفاعلهم بمحتواك، لذا لا فائدة من نشرك للتدوينات المتداولة، ولن تخرجك هذه المنشورات من “عنق الزجاجة”.