في السويداء.. الأهالي يتسلقون السطوح بحثاً عن التغطية

مع دخول فصل الشتاء شهره الثاني، وصلت أخيراً الدفعة الأولى من مخصصات مازوت التدفئة المقدرة 50 ليتر، إلى قرية الصورة الصغيرة شمال السويداء. فلماذا جرت عملية قطع المخصصات على سطوح المنازل ؟

ترتبط مخصصات المازوت وغيرها، بالبطاقات الالكترونية، وأجهزة قطع شركة تكامل. وكون الأخيرة تعمل على الانترنت، فهي بحاجة لتوفر تغطية مناسبة، حتى تجري عملية القطع. وهذا ما لا يتوفر في قرية الصورة الصغيرة، بسبب تخاذل شركات الاتصالات.

ما إن وصلت سيارة المازوت ومعها المعتمد، لم يستطع التقاط التغطية، فبدأ المعتمد التنقل بين سطوح المنازل، بحثاً عن تغطية، ولحقه الأهالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على الكمية الضئيلة من المازوت، علّها تقي أطفالهم برد الشتاء القارس.

الحادثة أثارت استياءً واسعاً بين الأهالي في قرية الصورة الصغيرة، فهنا انطبق المثل القائل: “فوق الموتة عصة قبر”. وأكد عدد من الأهالي في حديث مع السويداء 24، أن “الكيل قد فاض” بسبب تجاهل شركات الاتصالات الخلوية والأرضية لمعاناتهم.

هذا التجاهل قد يدفع الناس إلى تصرفات لا تحمد عقباها ضد هذه الشركات، لا سيما أن الأهالي اتخذوا كافة الإجراءات الرسمية والقانونية، وفق تأكيدهم.

وحسب مصادر السويداء 24، يغذي قرية الصورة الصغيرة مع رضيمة اللوا، برج تغطية واحد لشركتي ام تي أن وسيرياتيل. ومنذ سنة ونصف، يرتبط توفر التغطية من هذا البرج بالتيار الكهربائي، حيث تصبح المنطقة بلا اتصالات ولا انترنت، عند انقطاع التيار.

كذا الحال مع الاتصالات الأرضية والانترنت المنزلي، المرتبطان بالتيار الكهربائي، فالخدمة تنقطع لساعات طويلة، بحجة عدم توفر مادة المازوت لتشغيل المولد الكهربائي في مقسم لاهثة.

ومع زيادة ساعات التقنين إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة واحدة وصل، تصبح قريتي الصورة والرضيمة معزولتين عن العالم الخارجي لعشرين ساعة يومياً، دون أي اهتمام من شركات الاتصالات المعنية، التي يلتزم الأهالي بدفع الاجور لها، لكنها لا تلتزم بتقديم الخدمة لهم.

حاول أهالي الصورة الصغيرة اللجوء إلى الطرق الرسمية والقانونية وتقديم شكاوى لإدارة شركة سيراتيل، فطلبت الأخيرة من الأهالي السعي للحصول على موافقة باستخدام سطح مقام ديني في القرية، لتركيب طاقة شمسية عليه، وتغذية برج الاتصالات من خلالها.

والتزم الأهالي بكافة الإجراءات المطلوبة قبل ثمانية شهور، إذ حصلوا على موافقة بتركيب الطاقة الشمسية على سطح المزار. في حين أرسلت الشركة ورشة لتجهيز الطاقة الشمسية، ولم ينتهي تجهيزها حتى اليوم، بحجج مختلفة قدمتها الشركة.

والملفت أيضاً، أن شركة الاتصالات للخطوط الأرضية، شرعت قبل ثمان سنوات بتجهيز غرفة مخصصة لتقوية التغطية، بعدما تبرع أحد الأهالي بقطعة أرض لتشييدها. ولم ينتهي طيلة السنوات الماضية تجهيزها، لا بل قامت شركة الاتصالات بتفكيك معداتها مؤخراً مع 21 غرفة أخرى في المحافظة، ونقلها إلى محافظة حلب، بحجة الزلزال.

أحد الأهالي قال معلقاً “يأتي أخيراً بعض المتملقين ليسألوا الناس: ما سبب خروجكم في الشوارع منذ شهور للتظاهر. هذا الواقع غيض من فيض من الأسباب التي خرجنا بها ضد منظومة الفساد والاستبداد”.