من الواقع السوري.. شاب يتحدى الظروف بالفن

على الشارع المحوري وسط مدينة السويداء، يطرب مسامع المارة صوت المزمار، أو المجوز، الآلة الموسيقية الشعبية في جنوب سورية، حيث يروج محمد، لبضاعته بالعزف.

يحمل محمد الآلة الموسيقية التي تعتمد على النفخ ونقلات أصابع اليدين، ويستمر بالعزف لفترات طويلة، وسط مدينة السويداء، ويعلّق في كتفه كيساً يحتوي آلات نفخية متنوعة.

التقت كاميرا السويداء 24 بمحمد، البائع الجوال، الذي يسوّق لبضاعته عن طريق العزف أثناء التجول، على آلة “المجوز” الشعبية، حيث يصنعها في المنزل، إما من القصب أو من الألمنيوم والشمع العسلي.

قال محمد للسويداء 24، إنه يلجأ لهذه الحرفة في ظل انعدام فرص العمل. يبيع الآلة القصبية بمبلغ 2000 ليرة سورية، ما يعادل 14 سنتاً فقط، وهو يصنع يومياً 10 إلى 15 واحدة منها. غير أنها لا تباع كلها في بعض الأحيان، أما الآلة المعدنية، فسعرها 150000 أي قرابة 10 دولارات، ومبيعها قليل جداً.

محمد المنحدر بلدة السبينة جنوبي دمشق، تنقل بين عدة مدن ومحافظات قاصداً العمل إلى أن استقر به الحال وعائلته في مدينة السويداء منذ بضعة شهور. وهو دائم الاعتماد على الذات ويفضل العمل “بلقمة الحلال” حسب وصفه.

يشير محمد في حديثه مع السويداء 24، إلى أن الظروف لم تختلف عليه خلال تنقله بين المحافظات السورية، فالأسعار في ارتفاع وفرص العمل في انحدار، وتكاليف السفر مرتفعة جداً.

ويفضل محمد العمل على البحث عن المساعدة أو الجمعيات الخيرية، معتبراً أن الظروف القاسية لا يجب أن تكون مبرراً للاعتماد على الآخرين.

يصف محمد بلدته السبينة التي مزقتها الحرب، كما معظم المناطق السورية، بأنها تعاني بشدة من سوء البنى التحتية والخدمات رغم عودة الاستقرار الأمني إلى بلدته منذ عام 2017، لكن تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية، لا تزال تلقي بظلالها على واقع الحياة.