عشر سنوات من الانتظار.. ناصر بندقٌ شهيداً تحت التعذيب

بعد سنوات من الانتظار والأمل، اكتشفت عائلة الشاعر والكاتب ناصر بندق، وفاته بعد أيام معدودة من اعتقاله، في حادثة جديدة تضاف إلى سجل المخابرات السورية الحافل بالانتهاكات، وقتل أصحاب الرأي.

ناصر بندق، شاعرٌ وكاتبٌ مبدع، من أبناء السويداء، داهمت جهة أمنية تابعة للمخابرات العسكرية منزله في مدينة صحنايا بريف دمشق، واعتقلته، في تاريخ 17 فبراير/شباط 2014، لتنقطع أخباره منذ ذلك اليوم.

كان ناصر موظفاً في وزارة الإعلام، ونشط في أعمال إغاثة النازحين داخلياً، وشارك في احتجاجات سلمية، وهذا على ما يبدو سبب اعتقاله. زوجة ناصر قالت في وقت سابق لمنظمة العفو الدولية إنها سمعت الكثير من الشائعات عن زوجها، وأنها لم تعد تعلم ما الذي ينبغي عليها تصديقه.

وفي دولة يُحظر فيها السؤال عن المعتقلين السياسيين، دأب شقيق ناصر بندق على التوجه إلى دائرة النفوس بين الفينة والاخرى منذ حادثة الاعتقال، لاستصدار إخراج قيد، علّه يكشف مصيره.

قبل ثلاثة ايام، وفي آخر إخراج قيد له، سُجل متوفياً في تاريخ الخامس من آذار/مارس 2014، أي بعد اسبوعين تقريباً من اعتقاله. شقيق ناصر بندق أعلن خبر وفاة شقيقه، في ساحة الكرامة اليوم الجمعة، خلال المظاهرة المركزية.

عشر سنين من الانتظار، كان الأمل بحرية ناصر يتلاشى معها تدريجياً. هل لك أن تتخيل قلق الأم إن غاب ابنها عنها ساعات دون أن تعرف مصيره ؟ كيف إن كانت عشر سنين ؟ ولماذا كل هذا الحقد ؟ هذه الحادثة لوحدها تكفي لثورة على الظلم والاستبداد، فكيف إن كانت من بين آلاف الحوادث التي اعتادها السوريون ؟