السويداء: هل يلجأ مزارعو التفاح إلى الشارع للاحتجاج

تتزايد معاناة مزارعي التفّاح في محافظة السويداء، نتيجة استهتار الحكومة السوريّة، في مطالبهم بتحديد أسعار مبيع التفّاح قبل موعد قطافه، وإبعادهم عن جشع التجّار وكساد المحصول.

أحد المزارعين في المحافظة قال في اتصال مع السويداء 24، إنّ الحكومة السوريّة وعبر اتحاداتها الفلاحيّة، معنيّة بوضع أسعار شراء محصول التفاح سنويّاً، إلّا أنها في كلّ عام تتعمّد التأخير بفرض السعر المستحق للفلاح، وهذا العام اختفت التسعيرة ولم يتبقى سوى عشرون يوماً لبدء جني المحصول.

وما يزيد معاناة المزارعين، ارتفاع تكاليف أدوية رشّ المبيدات وحراثة الأراضي وغيرها، فقد أصبحت باهظة الثمن وأسعارها عالية،حيث شهدت أوساط المزارعين دعوات لقيام الدولة بشراء جزء من الانتاج كما جرت العادة ببعض المحافظات التي تتضررت مواسمها ومنها الساحل السوري حين علت أجور زراعة الحمضيات وأغلقت أبواب التصدير.

تحديات المزارعين، باتت معروفة للقاصي والداني، كالمحروقات والأجور وغلاء المواد الزراعيّة وشحّ الريّ بأنواعه، إلّا أنّ الحكومة سرّبت أنها ستختار النخب الممتاز من التفّاح إضافة للنخب الأول والثاني، في حين ستبتعد عن النخب الثالث، وهو ما ينذّر بدمار كبير بين محاصيل المزارعين.

1500 ليرة سوريّة برأي أحد المزارعين، يجب أن يكون سعر كيلو التفّاح و “إن استطعنا تحصيلهُ”، مؤكداً بأنّ هذا السعر يعتبر قليل جداً نسبة للتكاليف المدفوعة طوال العام، إلّا أنّهم سيرضون به حال فرضه من الحكومة قبل دخول التجّار وفرض أسعارهم الزهيدة وبيع المحصول على أهوائهم بعد ضمانه.

تأخير الحكومة في القيام بواجباتها، جعل مجموعة من الفلّاحين في المدينة وقرى كمياماس والسهوة الجبليتيّن، يقترحون القيام بوقفات احتجاجيّة في الأيام القادمة، حتّى تنصت الحكومة لمطالبهم، وفق المصدر.

يذكر أن الحكومة السوريّة تنصلت من التزاماتها أمام تأمين طرق التسويق وفتح معابر التصدير، بعد ما لاقاه مزارعي تفّاح السويداء من محسوبيات في فحوصات تحاليل “السميّة” وإغلاق أبواب التصدير إلى مصر لغالبيتهم، لتتموضع من حينها زراعة التفّاح في المحافظة على شفا الهاوية وتنُمّ عنها إنذاراً بدمار أكبر زراعةٍ فيها تقدّر بنحو 3 ملايين شجرة على مساحة 15 ألف هكتار، يعتاش منها مئات العائلات.!