السويداء: شركات النقل تصر على مخالفة التسعيرة

لم تكتفي شركات النقل الثلاث باستغلال فترة امتحانات الطلاب، لرفع الأجور التي تتقضاها بين دمشق والسويداء، ضعف التسعيرة الرسمية، إذ اشتكى مسافرون من تلقّيهم معاملة سيئة عند رفضهم دفع الزيادة.

ورغم تسطير التموين مخالفات للشركات الثلاث “الشهباء، التوفيق، الأخوية”، وإغلاق مكاتبها في منطقة السومرية بالعاصمة دمشق، عادت الشركات وفتحت مكاتبها، زاعمة أنها ستلتزم بالتسعيرة الرسمية المحددة بخمسة آلاف ليرة سورية للرحلة بين دمشق والسويداء.

الشركات باتت ترفض تقاضي الأجور في مكاتبها، حتى لا تعرض نفسها لمخالفات جديدة، وفق شهادات طلاب جامعيين. أحد المصادر قال إن المكاتب تعلن التسعيرة القديمة، وعند صعود الحافلة، يتقاضى المعاونون مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية.

بعض المسافرين اشتكوا للشرطة الموجودة في كراج السومرية، فبات عناصر الشرطة يخرجون في كل رحلة لإبلاغ المسافرين بأن لا يدفعوا أكثر من التسعيرة الرسمية المحددة بخمسة آلاف ليرة. لكن خلال الرحلة، لا يقبل المعاونون بالتسعيرة الرسمية، ويفرضون العشرة آلاف ليرة، بحجة أن الشركة ستحسم من رواتبهم إذا تقاضوا أقل من المبلغ.

رفع الأجور من الشركات الثلاث، التي يملكها كبار رجال الأعمال في السويداء، أثار استياءً عاماً في الأوساط الشعبية خلال الأيام الماضية، في ظل تدهور الاوضاع المعيشية. دفع هذا الاستياء أحد الفصائل المسلحة لتحذير الشركات بمنع رحلاتها في حال لم تلتزم بالتسعيرة الرسمية.

الفصيل الذي حذر يوم الأمس، عاد وأعلن أنه تلقى وعوداً من مسؤولي الشركات بالالتزام بالتسعيرة الرسمية. لكن يبدو أن الشركات تصرّ على المخالفة، ومن يدري، ربما تعترف الحكومة بتسعيرتها الجديدة في الأيام القادمة، كون أصحاب الشركات من “عظام الرقبة”.

يذكر أن ارتفاع أجور النقل أربك طلاب الجامعات وأهاليهم في هذه الفترة التي تعد مصيرية للكثير منهم، كونها فترة الامتحانات. فهل باتت الدولة فعلاً غير قادرة على إلزام شركات النقل بالتسعيرة الرسمية ؟ أم أنه اتفاق غير معلن ؟