السويداء: خدمة الهاتف مهددة بالكامل.. “حتى الطمر لا ينفع”

تزايد نشاط لصوص كابلات الاتصالات بشكل خطير في محافظة السويداء، خلال الاسابيع القليلة الماضية، ما بات يشكل خطراً على البنية التحتية للاتصالات، في ظل تراخٍ على المستوى الأمني، وعجز في الجانب الخدمي.

في ريمة حازم وولغا بالريف الغربي للسويداء، أفادت مصادر محلية للسويداء 24، أن الأهالي تفاجؤوا صباح اليوم بانقطاع خدمة الهاتف والانترنت الأرضي، ليتبين بعد الكشف حصول عملية سرقة لكابل الاتصالات في المنطقة.

سبق ريمة حازم وولغا، سرقات لكوابل الاتصالات في شهبا، مما أدى لخروج عدة أحياء في المدينة عن الخدمة، وكذلك في منطقة مصاد قرب مدينة السويداء، التي خرجت بشكل شبه كامل عن الخدمة حسب مصدر في الاتصالات.

المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال للسويداء 24 إن أكثر من 13 ألف مشترك خرجوا عن الخدمة في الأيام القليلة الماضية على مستوى المحافظة، جرّاء تسارع وتيرة السرقات بشكل مثير للريبة، و”كأن هناك خطة ممنهجة لتدمير البنية التحتية للاتصالات”.

وأوضح المصدر أن شركة الاتصالات باتت تصلها تبليغات يومية عن سرقة خطوط الهاتف، في ظل عدم وجود أي تعاون من الضابطة العدلية والجهات المختصة لتقصي العصابات والأفراد الذين ينشطون في سرقة الأكبال. مضيفاً: لو كان هناك رغبة للسلطات أو حتى للفعاليات المحلية في تقصي هذه السرقات، ليس من الصعب معرفة هؤلاء اللصوص.

المصدر لفت إلى أن هذه السرقات تكلف الشركة خسائراً باهظة لصيانتها، و”في ظل هذه الظروف الاقتصادية السيئة، فإن الوضع إلى الأسوأ وقد تتأخر عمليات الصيانة”. ويؤكد تصريح هذا المصدر، ما أعلنه في وقت سابق مدير مركز شهبا للاتصالات، الذي حذر من خروج شهبا بشكل كامل عن الخدمة في حال استمرت السرقات.

مدير فرع اتصالات السويداء قال في تصريح لصحيفة الثورة، إن الشركة “اتخذت عدة إجراءات من بينها تعبيد فتحات غرف التفتيش وتلحيم أبوابها الحديدية، لتفادي السرقات، وما زالت السرقات مستمرة.

وتبدو هذه الطرق بدائية أحياناً، وفق ما علق الصحافي رواد بلان قبل بضعة أيام، حول طمر غرفة تفتيش على طريق عام في السويداء، معلقاً عليها: براءة إختراع في قضايا الحماية، بعد سرقات متعددة وكبيرة لخطوط الهاتف في السويداء جاء القرار بطمر غرف التفتيش الرئيسية بصخرة كبيرة وكومة تراب، خلينا نشوف الحرامي كيف بدو يسرق، ولسنا مسؤولين عن أي حوادث اليمة”.

لكن مشاكل الهاتف لا تقتصر على السرقات، فالانقطاعات الطويلة للكهرباء، ونقص المحروقات، تجعل الخدمة أصلاً في حدّها الأدنى. في قرية مردك، اشتكى أحد الأهالي في اتصال مع السويداء 24 من خروج 3 آلاف مشترك عن الخدمة منذ أربعة أيام، لعدم وجود منظم للطاقة الضوئية الموجودة بجانب مبنى البلدية، بحسب المصدر.

الخاسر الأول والأخير في كل هذا المشهد، هم أهالي المحافظة الذين باتت مشكلة الاتصالات تضاف إلى سلسلة مشاكلهم اليومية من مياه وكهرباء ومحروقات وغلاء أسعار. فهذه السرقات التي تستهدف القطاع العام، ينعكس ضررها على طلاب الجامعات، على الموظفين، على العمال والسائقين، وعلى كافة شرائح المجتمع.