السويداء: الجيش السوري يشارك في عمليات التحطيب الجائر

يشهد حرش قنوات، عمليات تحطيب جائر داخل ملاك الفوج 44 التابع للجيش السوري، عبر مجموعة من العسكريين والمدنيين، في وقت يتلاشى الغطاء الأخضر من المحافظة.

توثق مجموعة صور حصلت عليها السويداء 24 عبر مصدر خاص، تحطيباً جائراً طال أشجاراً حراجية داخل ملاك الفوج 44 في حرش قنوات. الحرش يمتد بين بلدة قنوات ومدينة السويداء، وداخله موقع عسكري تابع للفرقة 15 قوات خاصة.

جزء كبير من الحرش، يقع ضمن ملاك الموقع العسكري المذكور، وهو من الأحراش التي نجت من عمليات التحطيب الجائر خلال السنوات الماضية، كونه موقع عسكري، يُحظر الاقتراب منه. لكن، يبدو أن الفساد في الموقع العسكري، وغياب المساءلة، سيحول الحرش إلى أرض قاحلة.

مصدر خاص أكد للسويداء 24، أن مجموعة ضباط وصف ضباط في الفوج، يعملون بالشراكة مع مدنيين في عمليات التحطيب للأشجار الحراجية. يتسلل المدنيون ليلاً مع دواب إلى داخل الحرش، تحت أعين نقاط الحراسة التي تحيط في الفوج.

يتولى المدنيون مهمة تحطيب الأشجار، ثم تحميلها على الدواب، قبل الخروج من الحرش، بحماية شركائهم داخل الفوج. المصدر أكد أن الأرباح يتقاسمها الضباط وصف الضباط مع الحطّابين، حيث يصل سعر طن الحطب الواحد إلى مليون و200 ألف ليرة سورية.

وناشد المصدر، قائد الفيلق الاول، وقائد الفرقة 15، بإجراء جولة تفقدية على الفوج، ومحاسبة المسؤولين عن عمليات التحطيب الجائر للحرش، والفساد المنظم الذي يجري داخل الموقع، فالأمر لا يتوقف عند التحطيب.

حرمان الجنود من حقوقهم

آليات الفساد ليست جديدة على المؤسسة العسكرية، ولكن مع الانهيار الاقتصادي المتواصل في سوريا، تفاقم الفساد بشكل كبير. يضطر المجندون في هذا الموقع، لدفع 200 ألف ليرة سورية مقابل الحصول على إجازة 10 أيام.

ومن المفترض، أن يحصل المجند على إجازة كل شهر، لكن المسؤولين عن الإجازات، يماطلون في منحها، لإجبار الجنود على دفع المال. هي ظاهرة قديمة جديدة في أوساط المؤسسة العسكرية، والمتغير الوحيد: التسعيرة. (كمان الفساد يتناسب طرداً مع غلاء الدولار).

كذلك يعاني الجنود من أزمة المياه -التي يعاني منها كل سكان المحافظة- فلا تصل المياه إلى كل خمسة أيام إلى الفوج، وبالكاد تكفي العناصر للشرب والطبخ. ناهيك عن مشاكل الإطعام، والوقود، والسرقات المنظمة التي تجري في كل ما يمكن سرقته والتلاعب به.

ليست المرة الأولى التي توثق فيها السويداء 24 الفساد ضمن المؤسسة العسكرية في المحافظة، وفي بعض الأحيان يحصل تجاوب مع الشكاوى بشكل أو بآخر من قادة الفيلق والفرقة. لكن، هل يعلم مسؤولو السلطة إلى أي حد بلغ تأثير الظروف الاقتصادية على هذه المؤسسة ؟ ألا يمكن أن يبيع الموقع العسكري بأكمله من يسمح بدخول تجار الحطب إلى حرمه ؟

تعليق واحد

  1. تعقيبات: الطن يتجاوز المليون ليرة.. قوات النظام “تستثمر” بالتحطيب الجائر في السويداء - الفلك والجفر مع ثامر الإخباري